صنعاء – “صحيفة الثوري”:
أعلنت جماعة الحوثيين، الخميس، مقتل رئيس هيئة الأركان العامة في قواتها، اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري، بعد أسابيع من تقارير إسرائيلية تحدثت عن استهداف اجتماع لقيادات الجماعة في العاصمة صنعاء.
وقالت الجماعة في بيان مقتضب إن الغماري “استُشهد أثناء أداء واجبه الجهادي”، دون أن تكشف عن تفاصيل تتعلق بمكان أو ظروف مقتله. وذكرت قناة “المسيرة” التابعة للجماعة أن “روحه الطاهرة ارتقت وهو في سياق عمله الجهادي وأداء واجبه الإيماني”، مؤكدة استمرار ما سمّته “جولات الصراع مع العدو”، في إشارة إلى إسرائيل.
وفي وقت لاحق، أعلنت الجماعة تعيين قائد المنطقة العسكرية الخامسة، اللواء يوسف المداني، رئيسًا لهيئة الأركان العامة خلفًا للغماري. ويُعد المداني من أبرز القادة العسكريين في الجماعة، وهو صهر زعيمها عبدالملك الحوثي وأحد المؤسسين الأوائل لجناحها العسكري.
وتدرج المداني في مناصب قيادية منذ اندلاع الحرب، وقاد حتى تعيينه اليوم ما تعرف بـ”المنطقة العسكرية الخامسة” التي تشمل الساحل الغربي من مديرية ميدي الحدودية مع السعودية إلى مدينة الحديدة وحتى المرتفعات القريبة من باب المندب والمخا غرب محافظة تعز. كما شغل رئاسة “اللجنة الأمنية العليا” عقب سيطرة الحوثيين على صنعاء عام 2014، وهو شقيق القيادي الحوثي طه المداني الذي قُتل في غارة للتحالف بقيادة السعودية عام 2015.
ويمثل المداني أحد أبرز الشخصيات المدرجة على قائمة العقوبات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بتهمة دعم الأنشطة العسكرية للجماعة. ويأتي تعيينه بعد إعلان مقتل الغماري، الذي يُعد من أقرب القادة العسكريين إلى زعيم الجماعة، ولعب دورًا محوريًا في العمليات الميدانية منذ اندلاع الحرب وصولًا إلى ما تصفه الجماعة بدعم “المقاومة الفلسطينية” ضد إسرائيل.
وتأتي هذه التطورات بعد نحو شهر ونصف من إعلان إذاعة الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارات على صنعاء استهدفت اجتماعًا لقيادات حوثية عليا، مشيرة إلى أن العملية استهدفت أكثر من عشرة من كبار القادة، بينهم الغماري ووزيرا الدفاع والداخلية، وتمت بناءً على “معلومات استخباراتية دقيقة”. وبعد أيام من تلك الغارات، أعلن الحوثيون مقتل رئيس حكومتهم وعدد من الوزراء، دون أن يتطرقوا حينها إلى مصير الغماري الذي أُعلن مقتله رسميًا اليوم.