آخر الأخبار

spot_img

‏الساعة الآن الخامسة والنصف فجراً .. وعدن لم تنم!

(عدن) – “صحيفة الثوري”:

عبدالرحمن أنيس

ليل ثقيل مرّ على المدينة، انقطعت فيه الكهرباء، وارتفعت فيه درجات الحرارة حتى بدت الجدران وكأنها تلهث من شدة القيظ.

أشرقت الشمس، ولا يزال كثير من سكان عدن يتقلبون فوق أسِرَّة البلل والاختناق .. لم يغمض لهم جفن، ولم يعرفوا للراحة سبيلاً.

غابت الكهرباء، فخلَّفت وراءها لهاث الأجساد، وبكاء الأطفال، وزفرات الشيوخ، وأنين المرضى تحت وطأة الحر والعجز.

أطفالٌ صغار تشبثوا بملابسهم المبللة، يصرخون دون وعي، لا يدركون ما يحدث، سوى أنهم يُعذَّبون بصمت.

وشيوخٌ أفنوا أعمارهم فوق تراب هذه المدينة، ضاقت أنفاسهم، وجف ريقهم، وناموا – إن ناموا – كمن يُصارع الموت على فراش من نار.

أما المرضى، فقد كانت ليلتهم قطعة من جحيم.

عدن تتأوَّه في صمت، وتئن تحت وطأة الحر وقسوة الإهمال.

عدن لا تطلب المستحيل .. فقط تيار كهرباء يرد عنها شيئًا من العناء، ويمنح أجساد أهلها هدنة من هذا الليل الطويل.

عدن، هذه الليلة، لم تكن مدينة ..

بل كانت ساحة صبر وابتلاء.