آخر الأخبار

spot_img

صواريخ إسرائيل تكسر هيبة الحوثي.. والشرعية أمام اختبار اللحظة

“صحيفة الثوري” – كتابات:

د. فائزة عبدالرقيب

ما من شك أن الضربة العسكرية الإسرائيلية التي أودت بحياة غالبية أعضاء حكومة سلطة الانقلاب الحوثية، وفي مقدمتهم رئيس مجلس الوزراء، لم تكن مجرد عملية عابرة، بل رسالة سياسية مدوّية تدك أركان سلطة متغطرسة قامت على العمالة والولاء لإيران، وعلى وهم كهنوتي يسعى لإحياء نسخة مشوّهة من النظام الإمامي عبر الحوثي وأتباعه. فإذا بالضربة تأتي من خارج الحسابات، لتفضح هشاشتهم أمام جمهورهم والعالم.

غير أن ما يعنيه هذا التطور يتجاوز بكثير سقوط قيادات سياسية. إنه إعلان بأن إسرائيل، وربما من خلفها أطراف دولية وإقليمية، لم تعد تنظر إلى الحوثيين كجماعة مسلّحة تُشاغب في البحر الأحمر، بل كسلطة أمر واقع يجب تقليم أظفارها عبر ضرب بنيتها الإدارية والتنفيذية. وهكذا يتحول القصف إلى أداة سياسية تُربك الداخل الحوثي، وتفتح الباب أمام صراعات بين أجنحته المتنافسة على خلافة المواقع الشاغرة.

على المستوى الأمني، يكشف نجاح إسرائيل في الوصول إلى هذه القيادات عمق الاختراق الاستخباراتي، ويدل على أن يدها باتت طويلة. وهذا سيجبر الحوثيين على إعادة ترتيب حساباتهم الأمنية، وقد يشل إدارتهم اليومية لشؤون سلطتهم في ظل فراغ سياسي غير مسبوق.

لكن الأخطر أن هذه الضربة ستدفع الحوثيين إلى رد فعل متوقع، عبر التصعيد في البحر الأحمر أو باستخدام أدوات إقليمية، ولو كان الثمن جرّ اليمن إلى مواجهة مفتوحة بين إيران وإسرائيل. وحينها لن يبقى اليمن ملفاً جانبياً في صراعات المنطقة، بل ساحة مواجهة مباشرة تُستنزف فيها الدماء والسيادة معاً.

وهنا تبرز الأسئلة الأهم: هل تستطيع الشرعية اليمنية أن تلتقط هذه اللحظة وتحولها إلى رافعة وطنية وسياسية؟ وهل ستتمكن من استعادة قرارها العسكري والسيادي بيد يمنية خالصة، أم أن هذا القرار سيظل مرتهناً للخارج؟ المؤكد أن الإجابة ستحدد إن كانت هذه الضربة بداية النهاية لسلطة الحوثيين، أم مجرد فصل جديد يزيد مأساة اليمن تعقيداً وعمقاً.