صحيفة الثوري – وكالات
كشفت جامعة ييل الأميركية عن أدلة جديدة قوية تشير إلى أن قوات الدعم السريع (RSF) نفّذت عمليات قتل جماعي في مدينة الفاشر بشمال دارفور ثم باشرت حفر مقابر جماعية وجمع الجثث في محاولة لإخفاء آثار الجرائم وذلك بعد سيطرتها على المدينة في أعقاب معارك دامية مع الجيش السوداني.
ويوضح تقرير صادر عن مختبر الأبحاث الإنسانية التابع لكلية الصحة العامة في جامعة ييل تحليل صور الأقمار الصناعية التي جُمعت بين منتصف أكتوبر ونهايته حيث أظهرت هذه الصور نشاطًا مريبًا في مواقع عدة داخل الفاشر يُرجّح أنها أماكن دفن حديثة.
وأشار التقرير إلى أن الصور تُظهر تحركات لآليات ثقيلة في محيط مستشفى الفاشر التعليمي وأحياء سكنية تضررت بشدة خلال الهجمات الأخيرة مع وجود تغيّرات واضحة في لون التربة وبقع داكنة توحي بوجود دماء ما يعزز فرضية محاولة القوات دفن الجثث وإزالة آثار المجازر.
وفي هذا السياق أكد الباحث الرئيس في المشروع د ناتانيل ريموند أن هذه الأنشطة تشير إلى عملية ممنهجة لإخفاء الجرائم وليست مجرد عمليات دفن طارئة للضحايا مضيفًا أن ما رُصد في الفاشر يتوافق مع أنماط موثقة سابقًا لجرائم ارتُكبت في دارفور بين عامي 2003 و2005.
كما لفت التقرير إلى أن المقابر الجماعية تُستخدم كوسيلة للتخلص من الأدلة الجنائية ومنع وصول فرق التحقيق الدولية مشيرًا إلى أن الأقمار الصناعية رصدت إعادة تسوية للأرض بعد الدفن مباشرة في عدة مواقع يُشتبه أنها شهدت إعدامات جماعية.
ويُعدّ هذا التقرير من أقوى الأدلة التقنية الموثقة على ما يجري حاليًا في دارفور إذ يقدم دلائل بصرية مستقلة يصعب إنكارها في ظل عزل المدينة عن العالم الخارجي بسبب انقطاع الاتصالات ومنع المنظمات الإنسانية من الوصول إليها.
ودعا مختبر جامعة ييل الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق عاجل في الجرائم المزعومة محذرًا من أن التأخير في الوصول إلى مواقع الدفن قد يؤدي إلى ضياع الأدلة الجنائية التي توثق حجم الانتهاكات .
وكانت منظمات دولية قد حذّرت سابقًا من كارثة إنسانية وشيكة في الفاشر نتيجة لعمليات القتل الواسعة والتهجير القسري.

