صحيفة الثوري – عربي ودولي
انطلقت اليوم في جبل لبنان أولى مراحل الانتخابات البلدية التي طال انتظارها، وسط تدفق آلاف اللبنانيين إلى صناديق الاقتراع، في مشهد يعكس إرادة شعب يتحدى الأزمات والنفوذ الخارجي. ويخوض هذا الاستحقاق أكثر من تسعة آلاف مرشح، بينهم أكثر من ألف امرأة، في لحظة رمزية تعبر عن رفض اللبنانيين للوصاية الخارجية واستعادة قرارهم الوطني.
تأتي هذه الانتخابات في أعقاب حرب مدمرة فرضها حزب الله المدعوم من إيران، والتي عمقت جراح لبنان الاقتصادية والسياسية والإنسانية.
ويرى اللبنانيون في هذه الانتخابات بداية لعملية التعافي، تبدأ من رفض النفوذ الإيراني الذي يمثله حزب الله، والمطالبة بإغلاق السفارة الإيرانية التي تحولت إلى “غرفة عمليات لتدمير لبنان”، وتجفيف منابع تمويل الحزب، وقطع أي يد تمتد من طهران لتهديد سيادة البلاد.
ويؤكد اللبنانيون أن لا استقرار في بلادهم طالما هناك سلاح غير شرعي، وطالما هناك جهة تتلقى أوامرها من المرشد الإيراني علي خامنئي، وتنفيذ أجندة النظام الإيراني على حساب مصالح الشعب اللبناني.
وتدعو القوى السياسية اللبنانية إلى استعادة القرار الوطني، وعودة السيادة إلى الدولة والمؤسسات والشعب، معتبرة الانتخابات البلدية بداية لطريق التحرر من “الاحتلال الناعم” والنفوذ الخارجي والسلاح الذي لم يجلب للبنان سوى الموت والدمار.
كما عبرت المقاومة الإيرانية، التي تخوض صراعاً طويلًا ضد نظام ولاية الفقيه، عن تضامنها الكامل مع تطلعات الشعب اللبناني لدولة مدنية حرة، خالية من الهيمنة والسلاح الطائفي، مشيدة بصمود الشعب اللبناني الذي يكتب بمداد الأمل والدم إرادة الحياة.