آخر الأخبار

spot_img

تقرير: اليمنيون يستقبلون شهر رمضان في ظل أزمة اقتصادية خانقة

“صحيفة الثوري” – تقارير:

تقرير| محمد عبد الإله

خاص — يستقبل اليمنيون شهر رمضان الكريم والذي يبدأ السبت، وسط أزمة معيشية خانقة خيّمت على مختلف مناحي الحياة في البلاد. فسنوات الحرب الطويلة أنهكت القدرة الشرائية للمواطنين، مما جعل من الصعب عليهم تأمين المواد الغذائية الأساسية.

وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة، يواجه السواد الأعظم من اليمنيين صعوبة في تأمين المواد الضرورية لإعداد الأطباق والمأكولات الرمضانية التقليدية. هذه المأكولات التي عادة ما ينتظرون الشهر المبارك لإعدادها، أصبحت الآن حلمًا بعيدًا عن متناولهم.

ويشهد أفقر دول شبه الجزيرة العربية منذ 2014 حربًا بين جماعة الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وأغلب المدن الحضرية في (شمال) والقوات الحكومية التي يدعمها تحالف عسكري تقوده المملكة السعودية.

وتسببت الحرب بمقتل مئات الآلاف من المدنيين والعسكريين فيما يهدد خطر المجاعة ملايين السكان، ويحتاج الآلاف إلى علاج طبي عاجل غير متوافر في البلد الذي تعرضت بنيته التحتية للتدمير.

ومع حلول شهر مضان من كل عام غالبًا ما توزع خلالها مبالغ مالية رمزية ومساعدات على الفقراء.

وتعليقًا حول الموضوع، عبر أستاذ الاقتصاد في جامعة تعز، محمد القحطاني، عن قلقه البالغ بشأن قدرة اليمنيين على تلبية احتياجاتهم الرمضانية في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانهيار العملة.

ورأى القحطاني: أن غياب أي تحرك حكومي فعال لوقف هذا التدهور قد يؤدي إلى موجات جديدة من المعاناة، تجمع بين الجوع والحرمان، وسط صمت دولي مطبق.

وحذر: من كارثة إنسانية شاملة، حيث ستتأكل ما تبقى من مقومات الحياة اليومية للمواطنين. متسائلًا: إلى متى سيظل الشعب اليمني رهينة هذا الانهيار الاقتصادي دون أمل في حلول عاجلة؟.

وطالب: بتدخل فوري وحاسم من الحكومة والمجتمع الدولي لوقف التدهور الاقتصادي وتحسين الأوضاع المعيشية للشعب اليمني.

التهاوي المريع

اليمن بشكل عام، يعيش حالة غير مسبوقة من التدهور الاقتصادي والمعيشي، حيث شهد الريال اليمني انهيارًا كبيرًا خلال الأشهر الأخيرة، فيما بلغ سعر صرف الريال الواحد 2278 مقابل الدولار الأمريكي، وهذا الانهيار يعد من أكبر الانخفاضات في تاريخ العملة المحلية، ويقابل ذلك شحة شديدة في السيولة بصنعاء والمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. فباتت خيارات سكان صنعاء تضيق، حيث اصبحت عوائل كاملة تمتهن التسول أو تستجدي الناس في الطرقات عن أي شيء، إذ زادت هذه الظاهرة عن الأشهر الماضية بشكل ملحوظ، تشمل رجال ونساء وأطفال.

وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تأكدت صحيفة الثوري من صحتها، تظهر العشرات يصطفون أمام أحد المحلات للحصول على مبالغ مالية في شارع الأربعين في حي المقالح جنوبي العاصمة.

وفي اتصال هاتفي تحدث أستاذ الاقتصاد في جامعة صنعاء “لصحيفة الثوري” والذي اشترط عدم ذكر اسمه، إن “الوضع الاقتصادي في البلاد لم يعد يفرق بين غني وفقير. مشيرًا، إلى أن الطبقة المتوسطة لم تعد موجودة.

وأكد: أن سوء الوضع ونقص الحاجيات الأساسية لدى الناس، دفعت بهم الظروف لطلب المساعدة من الآخرين، واصبحت شرائح كثيرة بأمس الحاجة للمساعدة، لذلك بتنا نسمع عن توسع ظاهرة الأشخاص المحتاجين في شوارع صنعاء بطريقة غير معهودة من قبل في الأيام التي تسبق شهر رمضان.

وكان سعر صرف الدولار قبل بدء النزاع المسلح على السلطة في اليمن 2014 عند 248 ريال.

ويقول أحد التجار إن هذا التدهور أدى إلى تراجع إقبال الزبائن على الشراء.

ويوضح أثناء تفقده عبر الهاتف سعر الصرف، وهو محاطًا بمنتجات رمضانية من التمور والجيلي والمعكرونة والقصعين وعبوات البهارات على أنواعها، “كان الارتفاع جنونيًا، وكذلك الانخفاض”.

ويشكل انخفاض قيمة العملة دليلًا ملموسًا على الاقتصاد المنهك جراء عقد كامل من الحرب، في ظل تقلّص المداخيل والإيرادات وانخفاض احتياطي النقد الأجنبي.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 21,7 مليون شخص (ثلثا السكان) يحتاجون إلى مساعدات إنسانيّة هذا العام.

يعاني كثير من الموظفين الحكوميين في المناطق الخاضعة لسلطة الحوثيين جراء عدم تلقيهم رواتب منذ سنوات.

وانتهت أوائل تشرين الأول/أكتوبر هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة في نيسان/أبريل 2022، دون أن يتوصل أطراف النزاع إلى اتفاق لتمديدها. لكن الوضع ظل هادئًا نسبيًا على الأرض.