الثوري – عربي ودولي
تتم عملية انتخاب الرئيس الأمريكى من خلال عدة مراحل لا يعرفها الكثيرون ضمن نظام انتخابى يعد فريدا من نوعه، بل ومن أعقد النظم الانتخابية فى العالم رغم سهولته الظاهرية.
ومع اقتراب الخامس من نوفمبر، يتوجه الأميركيون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، لكنهم حقيقةً لا ينتخبون المرشحين الرئاسيين مباشرة. فعوضاً عن ذلك، يدلي الناخبون بأصواتهم لاختيار مجموعة من “الناخبين” الذين يمثلون كل ولاية، وهؤلاء هم من سيقومون بالتصويت الفعلي لاختيار الرئيس ونائب الرئيس في 17 من ديسمبر. يشكل هؤلاء الناخبون، القادمون من الولايات الخمسين ومنطقة كولومبيا، ما يُعرف بـ “المجمع الانتخابي”.
ورغم أن المرشح الذي يحصل على أعلى نسبة من الأصوات الشعبية يحقق نتيجة مهمة، إلا أنها قد لا تكون كافية للوصول إلى البيت الأبيض، حيث يتعين على المرشح الفوز بأغلبية الأصوات في (المجمع الانتخابي) ليصبح رئيساً.
كيف يعمل المجمع الانتخابي؟
يتكون المجمع الانتخابي من 538 ناخباً، يمثلون الولايات الأمريكية الخمسين ومنطقة كولومبيا. ويختلف عدد الناخبين المخصص لكل ولاية، حيث يُحدد بناءً على عدد أعضاء الولاية في الكونغرس: عضوين في مجلس الشيوخ إضافة إلى عدد نوابها في مجلس النواب، الذي يتناسب مع عدد سكان الولاية. أما العاصمة واشنطن، فتملك ثلاثة أصوات، وهو الحد الأدنى الممنوح للولايات.
ويحتاج المرشح الرئاسي للفوز بـ 270 صوتاً انتخابياً من أصل 538 ليحقق الأغلبية ويصبح رئيساً.
وفي 48 ولاية ومنطقة كولومبيا، تُطبق قاعدة “الفائز يأخذ كل شيء”، حيث يحصل المرشح الذي يحصد الأغلبية الشعبية على جميع أصوات الولاية في المجمع الانتخابي.
الاستثناءات: مين ونبراسكا
على عكس الولايات الأخرى، لا تطبق مين ونبراسكا نظام “الفائز يأخذ كل شيء”. بدلاً من ذلك، تتبعان “نظام الدوائر الانتخابية”، والذي يقسم الأصوات بناءً على نتيجة التصويت على مستوى الولاية وفي كل دائرة انتخابية. يحصل المرشح على صوت انتخابي عن كل دائرة انتخابية فاز بها، أما الصوتان المتبقيان فيُمنحان للفائز بأغلبية الأصوات على مستوى الولاية. قد يؤدي هذا إلى توزيع الأصوات بشكل مرن، فمثلًا، قد تنقسم الأصوات بين الأربعة بنسبة 3-1، وأصوات نبراسكا الخمسة بنسبة 4-1 أو 3-2.
عملية التصويت النهائية
بعد التصويت الشعبي وتحديد من سيمثل كل ولاية في (المجمع الانتخابي)، يجتمع هؤلاء الناخبون في عواصم ولاياتهم في يوم الثلاثاء الأول بعد ثاني يوم أربعاء من ديسمبر، ويصوتون بشكل منفصل للرئيس ونائب الرئيس. وهذا العام، سيكون هذا الاجتماع في السابع عشر من ديسمبر.
ثم في 6 يناير، تُفرز الأصوات ويصادق الكونغرس على النتيجة في جلسة مشتركة بمجلس النواب، برئاسة رئيس مجلس الشيوخ الأمريكي (نائب الرئيس). وإذا توفرت الأغلبية، يُعلن نائب الرئيس رسمياً أسماء الرئيس ونائب الرئيس الجديدين.
نظام معقد لضمان التوازن
يهدف نظام المجمع الانتخابي إلى تحقيق توازن بين الولايات بغض النظر عن حجمها، بحيث يكون لكل ولاية تأثيرها المستقل في عملية انتخاب الرئيس. ورغم أن هذا النظام يثير الجدل أحياناً، إلا أنه يبقى جزءً من آلية الديمقراطية الأمريكية، ووسيلة لضمان تمثيل جميع الولايات في اختيار القيادة العليا للبلاد.