(عدن) – “صحيفة الثوري”:
باسل أنعم
أعلنت نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين في العاصمة المؤقتة عدن تأييدها الكامل لخطوات التصعيد التي أقرها الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب، مؤكدة مشاركتها في الوقفة الاحتجاجية المرتقبة أمام بوابة قصر معاشيق، وذلك احتجاجاً على ما وصفته بـ”الانهيار المعيشي الكارثي” الذي يطال الكوادر التربوية في المحافظات الجنوبية.
وفي تصريح نقابي أدلى به رئيس النقابة، محمد أحمد الشيخ، الإثنين الماضي، حمّل فيه الحكومة والمجلس الرئاسي كامل المسؤولية عن تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، مؤكداً أن الإضراب المفتوح الذي ينفذه المعلمون والمعلمات هو “دفاعٌ عن الكرامة ورفضٌ لنهج التجاهل المستمر”.
وقال الشيخ إن “معاناة المعلم تحوّلت إلى مشهد يومي من الجوع والإهمال، وسط سلطة عاجزة عن صرف الرواتب وتفتقر للإرادة السياسية في إنقاذ الواقع الاقتصادي”، مضيفاً أن ما يحدث يمثل عبثاً متعمداً من قِبل من وصفها بـ”منظومة الخراب والفساد”.
وأكدت النقابة في بيانها على ثلاثة مطالب رئيسية تمثلت في: دعم كافة خطوات التصعيد النقابي والمشاركة في الفعالية الوقفة الاحتجاجية القادمة أمام بوابة المعاشيق. ودعوة جميع المعلمين والمعلمات إلى الحشد والوقوف صفاً واحداً والتكاتف والاصطفاف في مواجهة السياسات المجحفة. والمطالبة بمعالجات جذرية تضمن كرامة المعلم وتوفر له حياة كريمة، لا أن يظل رهينة لسلطة لا تسمع إلا أصوات الانكسار.
الجدير بالذكر أن المعلمون يخوضون إضراباً شاملاً منذ مطلع ديسمبر العام الماضي، في عموم مدارس العاصمة عدن وعدد من المحافظات الجنوبية كلحج وأبين وغيرها ومحافظة تعز، احتجاجاً على تأخر صرف الرواتب، وتدني هيكل الأجور والمرتبات، وانعدام الحقوق الوظيفية وعلى رأسها التسويات الوظيفية والعلاوات السنوية وبدل المعيشة، في ظل ارتفاع حاد في الأسعار، وتدهور مستمر في العملة المحلية.
ورغم المطالبات المتكررة من النقابات التعليمية للحكومة بسرعة الاستجابة، لم يصدر عن الجهات الرسمية حتى اللحظة أي التزام واضح أو خارطة طريق لمعالجة الأوضاع، ما أدى إلى تعطيل العملية التعليمية وتفاقم السخط في أوساط الكوادر التربوية والتعليمية.
ويُتهم مجلس القيادة الرئاسي وحكومة المناصفة والمجلس الانتقالي الجنوبي بالتقاعس عن معالجة الأزمة وإيجاد الحلول المنصفة، وبتجاهل الأصوات النقابية، رغم التحذيرات من اتساع رقعة الإضراب وتحوله إلى أزمة مجتمعية تؤثر على مستقبل التعليم في البلاد.