الثوري – كتابات
خالد سلمان
180 مليون دولار شهرياً تتلقاها الجماعة الحوثية من بعض شركات الشحن البحري، مقابل السماح لسفنها بالمرور بآمان في البحر الأحمر والممرات الواقعة تحت مظلة التهديدات الحوثية.
هذه الجبايات وفق اللجنة الدولية في تقريرها المقدم لمجلس الأمن، تمر عبر شركة تتبع أحد القيادات الحوثية، ويتم إيداعها في حسابات خارجية في عملية غسيل وتبييض أموال الجماعة.
التقرير لم يتوقف عند حد وصم الجماعة الحوثية بالعصابة، بل ذهب لتتبع حركة تدفق الأسلحة إلى الجماعات الإرهابية الأخرى كالقاعدة في شبه جزيرة العرب، وتسليحها بالطائرات المسيّرة والصواريخ اللوجستية، والاتفاق على تخطيط العمليات وتوفير الملاذات الآمنة، وإطلاق الأسرى ومنهم ديان نائب الظواهري، من سجون صنعاء بعد أن تم الحكم عليه بـ15 عاماً.
في عملية تتبع الأرقام المتسلسلة للأسلحة المهربة لحركة الشباب الصومالي ومقارنتها مع أرقام أسلحة الحوثي، يكشف التقرير الأممي أن مصدرهما واحد، في إشارة ضمنية لإيران، وأن تدفقات السلاح لحركة الشباب لا تشمل العتاد الخفيف والمتوسط، بل والصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، في محاولة لتوسيع نطاق استهداف السفن في البحر الأحمر، وخلق أكثر من بؤرة استنزاف للدول العربية المعتمدة في مواردها على الممرات المائية، كقناة السويس التي بتعطيلها تم توجيه ضربة لمصر بتجفيف مصادر النقد الأجنبي.
الحوثي تكوين عصابي وبائع إرهاب يذهب ريعهما لصالح إيران، نقاطاً سياسية وتعزيزاً لموقفها التفاوضي تجاه مجموع ملفاتها مع الغرب، ومنها الملف النووي ورفع العقوبات، والإقرار بدورها الإقليمي كقوة وازنة عبر الوكلاء، دون التفات طهران والحوثي معاً لحجم الضرر الذي يلحق باليمن، والدماء التي تنزف من جسد مواطنيه، وتحويل البلاد إلى مركز قرصنة ووكر إرهاب.
هذا الوضع بتداخله مع شبكات الإرهاب الدولي، يضيف سبباً آخر للتعجيل بإغلاق ملف الحوثي بالقوة المسلحة، عبر أدوات يجمع عليها الإقليم والعالم، وينفتحان على قوى داخلية مناهضة للحوثي، بإعادة تأهيلها وتجهيزها وتجسير الهوة السياسية فيما بينها، ومن ثم إعدادها لخوض معركة الإمساك بالأرض، ولعل الهلع الحوثي وتحويله الحديدة إلى منطقة حشد مركزي لقواته من كل الجبهات، وبناء الخنادق والأنفاق، يؤشر بأن هذه المحافظة شريان اقتصاده، هي نقطة الانطلاق، وحجرة الدومينو التي بسقوطها ستنهار تباعاً كل مناطق سيطرة الحوثي في اليمن.
إرهابي وقرصان وقاتل شعبه، صفات ثلاث تدق بتوافق دولي المسمار الأخير في نعش الحوثي، صفات تغلق المسار السياسي، وتفتح في وجهه دبلوماسية ضرب النار.