باريس – ” صحيفة الثوري”:
شارك الباحثان اليمنيان محمد عطبوش وأمجد إسماعيل عبدالمغني، في مؤتمر الدراسات العربية المنعقد في العاصمة الفرنسية باريس، بتقرير علمي مميز تناول مومياوات اليمن وما واجهته من إهمال منذ اكتشافها قبل أكثر من أربعة عقود.
ووثّق التقرير قصة اكتشاف المومياوات في أكتوبر/تشرين الأول 1983، مشيراً إلى أن بعضها عُثر عليه في الآونة الأخيرة في النفايات، بعد سنوات من الإهمال وغياب العناية. كما تضمن وصفاً لحالتها المتضررة التي بدأت بالتعفن، إلى جانب قائمة شاملة بالدراسات المنشورة وغير المنشورة حولها، معظمها باللغة العربية، ما يجعلها بعيدة عن متناول القارئ الغربي.
وأشار الباحثان في تقريرهما إلى أن الوثائق والنقوش اليمنية القديمة تحمل إشارات عن فكرة “الحياة بعد الموت”، مستخدمة ألفاظاً مثل kṣy (مومياء) و ba (روح)، ذات الصلة بالمصطلحات المصرية القديمة. كما تطرق التقرير إلى شهادات مؤرخين مسلمين وصفوا مظاهر العبث بالقبور القديمة في اليمن، وحالة الجثث ومحتويات المدافن، باعتبارها مدخلاً لدراسة هذه المومياوات من زوايا ثقافية وتاريخية وبيولوجية.
وأكد الباحثان أن التقرير موجّه بالدرجة الأولى إلى المجتمع العلمي، ويهدف إلى تقديم دليل موجز للباحثين حول مومياوات اليمن وظروف اكتشافها وقيمتها التاريخية.
ويأتي عرض التقرير في وقت تتعرض فيه آثار اليمن وموروثه الحضاري لتهديدات متزايدة جراء الحرب والإهمال وعمليات التهريب، الأمر الذي يضاعف من أهمية الجهود العلمية الرامية إلى توثيق هذه الكنوز النادرة وصونها كجزء من الذاكرة الإنسانية المشتركة.