آخر الأخبار

spot_img

تقرير سويسري: “مركز تنسيق العمليات الإنسانية” يدير الهجمات البحرية الحوثية ضد السفن قبالة سواحل اليمن

(الثوري) – تقرير :

أظهر تحقيق حديث أجرته منظمة غير حكومية سويسرية أن الهجمات البحرية التي يشنها الحوثيون ضد السفن التجارية قبالة سواحل اليمن تتم تحت إشراف “مركز تنسيق العمليات الإنسانية”، الذي تم تأسيسه حديثاً في فبراير 2024. يهدف هذا المركز، الذي يديره أحمد حامد، إلى تنظيم العمليات البحرية التي تستهدف حركة الملاحة في إطار الصراع المستمر بين الحوثيين وإسرائيل، خاصة في ظل الأحداث الجارية في غزة.

تفاصيل المركز ودوره

أنشئ “مركز تنسيق العملياتالإنسانية” (HOCC) بمرسوم صادر عن مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، والذي يعد أعلى مسؤول سياسي في الجماعة المدعومة من إيران. وبحسب نص المرسوم، فإن المركز يتبع “مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة” ويخضع لإشرافه، حيث يُعهد إليه مهام تتعلق بالتخفيف من الآثار الإنسانية الناتجة عن العمليات العسكرية، والامتثال للقانون الدولي الإنساني، والتواصل مع الأطراف المعنية محلياً ودولياً.

أكد التحقيق أن أحمد حامد هو شخصية مؤثرة داخل الجماعة الحوثية، ويعتبر مقرباً من المشاط. في تقرير سابق لفريق خبراء تابع للأمم المتحدة، تم اعتبار حامد “ربما يكون أقوى زعيم مدني حوثي من خارج أسرة الحوثي”، مما يسلط الضوء على دوره البارز في القيادة الحوثية.

تصعيد الهجمات البحرية

منذ نوفمبر 2023، يشن الحوثيون هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وبحر العرب. يُزعم أن هذه السفن مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها. الحوثيون يبررون هذه الهجمات بأنها تأتي دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة خلال النزاع المستمر منذ أكتوبر 2023.

ردود الفعل الدولية

في محاولة لردع الحوثيين، قامت القوات الأميركية والبريطانية بشن ضربات عسكرية على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن منذ 12 يناير. وفي عدة مناسبات، نفذ الجيش الأميركي ضربات على صواريخ ومسيّرات يُزعم أنها معدة للإطلاق. عقب هذه الضغوط، أعلن الحوثيون أن السفن الأميركية والبريطانية أصبحت أهدافاً مشروعة لهم.

أسلوب عمل المركز

يتحكم “مركز تنسيق العمليات الإنسانية” في اختيار الشركات التي يُسمح لسفنها بعبور الممرات المائية المحاذية لليمن، وخصوصاً مضيق باب المندب. وكشفت المنظمة السويسرية أن المركز يشارك في تحديد الأهداف والهجمات، مما يُضفي طابعاً مؤسسياً على العمليات العسكرية البحرية التي تُديرها الجماعة.

كما أشار التحقيق إلى أن المركز يوفر وسائل للسفن للتواصل المباشر مع المنظمة، مثل أجهزة الاتصال الإذاعي وأرقام الهواتف وعناوين البريد الإلكتروني. في رسالة إلكترونية مُرسلة في مارس إلى المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة، قام الحوثيون بتحذير الشركات البحرية من عبور السفن التي تعود لأربع فئات من شركات النقل: تلك التي تعود إلى أو تُشغل من قبل إسرائيل، الولايات المتحدة، أو بريطانيا، بالإضافة إلى السفن المتجهة إلى موانئ إسرائيلية.

تأثير الهجمات على الملاحة

أدت هجمات الحوثيين إلى تراجع حاد في حركة الملاحة قبالة سواحل اليمن، حيث تلقت شركات بحرية دولية رسائل تحذيرية من الحوثيين تطلب عدم عبور السفن قبالة سواحل اليمن تحت طائلة استهدافها. ووفقاً للمنظمة السويسرية، يُعرف أحمد حامد باسم “رئيس الرئيس” نظراً لأن جميع القرارات الاستراتيجية لحكومة الحوثيين لا تُتخذ من دون موافقته.

تسهم هذه الأحداث في تعقيد الوضع الأمني في المنطقة، مما يستدعي اهتمام المجتمع الدولي لمراقبة تأثير هذه الهجمات على الملاحة البحرية والأمن الإقليمي..

*المصدر العربية نت