(عدن) – “الثوري” :
يواصل الريال اليمني انهياره أمام العملات الأجنبية، حيث سجل أدنى مستوى له في تعاملات اليوم الأحد، مع استمرار التذبذب الحاد في سعر الصرف، مما يعكس الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في البلاد. ووفقًا لمصدر مصرفي، فقد بلغ سعر صرف الدولار الأمريكي 1928 ريالًا يمنيًا في عملية الشراء و1945 ريالًا في عملية البيع، وهو تدهور غير مسبوق في قيمة العملة الوطنية.
وفي الوقت نفسه، سجل الريال السعودي ارتفاعًا ملحوظًا أمام الريال اليمني، حيث بلغ سعر صرفه 506 ريالات في عملية الشراء و508 ريالات في عملية البيع.
يأتي هذا التراجع الكبير في قيمة الريال اليمني وسط ضغوط اقتصادية خانقة يعاني منها اليمن نتيجة الحرب المستمرة منذ سنوات، والتي أدت إلى شلل في مختلف قطاعات الاقتصاد. وسببت الحرب اضطرابًا في التجارة، وانهيار البنية التحتية، وتوقف الإيرادات العامة، مما جعل البنك المركزي عاجزًا عن السيطرة على سعر الصرف أو اتخاذ أي تدابير فعالة لوقف التدهور.
وبالرغم من أن الريال اليمني شهد تحسنًا طفيفًا أمام العملات الأجنبية في الأسبوعين الماضيين، إلا أن هذا التحسن لم يدم طويلًا، حيث عاود الانخفاض بشكل حاد مع نهاية الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الحالي. يعود هذا التراجع المستمر جزئيًا إلى ضعف الثقة في العملة الوطنية، والتحديات الكبيرة التي تواجهها الحكومة في تأمين التدفقات النقدية من مصادر مستقرة مثل عائدات النفط والمساعدات الدولية.
التدهور الاقتصادي المستمر في اليمن له تأثير مباشر على حياة المواطنين، حيث أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وانخفاض القدرة الشرائية، مما زاد من معاناة الفئات الأكثر ضعفًا. ومن المتوقع أن يستمر هذا التدهور إذا لم يتم اتخاذ تدابير حاسمة لدعم الاقتصاد وتحقيق الاستقرار المالي، وسط ضغوط التضخم ونقص الاحتياطيات النقدية الأجنبية.
يبدو أن الأمل الوحيد لتخفيف حدة الأزمة يكمن في نجاح جهود إعادة الاستقرار السياسي، ما سيسهم في تحقيق تعافٍ اقتصادي تدريجي، ولكن حتى ذلك الحين، يبقى الريال اليمني تحت ضغط مستمر مع عدم وجود مؤشرات فورية لتحسن الوضع الاقتصادي.