آخر الأخبار

spot_img

غزة.. مستويات كارثية من الجوع وانعدام الأمن الغذائي

الثوري – تقارير/

تقرير: إبراهيم غانم

بينما حذر تقرير دولي من أن خطر تفشي المجاعة لا يزال قائماً في غزة حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من تفاقم المجاعة بشكل خطير في القطاع بشكل عام ومحافظتي غزة والشمال بشكل خاص، ذاكراً أن الأوضاع الإنسانية متدهورة بشكل خطير في محافظات قطاع غزة بسبب “منع إدخال المساعدات والغذاء والدواء كأداة للضغط السياسي”.

“شبح المجاعة يكبر يوما بعد يوم”

وأكد المكتب الإعلامي أنَّ شبح المجاعة “يكبر يوماً بعد يوم”، مما يُنذر بارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع، خاصة بين أكثر من مليون طفل باتوا تحت التهديد المباشر لسوء التغذية، من بينهم 3500 طفل باتوا أقرب للموت بسبب سوء التغذية وانعدام الغذاء وانعدام المكملات الغذائية.

وعلى الرغم من أن القتال في غزة يتركز الآن إلى حد كبير في الجنوب، إلا أنه تم الإبلاغ عن نقص الغذاء في جميع أنحاء القطاع.

ومنذ شن الحرب على غزة قبل ثمانية شهور بدا أن حرب التهجير تتضمن إلى جانب حرب الإبادة حرب تجويع أولاً تجري تحت نظر وسمع العالم رغم مخالفتها للقانون الدولي الإنساني باعتبارها جريمة حرب.

وحذرت مبادرة عالمية لمراقبة الجوع من استمرار المخاطر العالية لحدوث مجاعة بأنحاء قطاع غزة في ظل استمرار الصراع والقيود المفروضة على الوصول الإنساني.

“انعدام الأمن الغذائي الحاد”

ونقلت وكالة انباء الأمم المتحدة عن تقرير للمبادرة قوله إن نحو 96% من سكان غزة (2.1 مليون شخص) يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، متوقعاً استمرار هذا الوضع حتى أيلول/سبتمبر 2024.

تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، ذكر أن كل قطاع غزة يُصنف بأنه في حالة طوارئ وهي المرحلة الرابعة من التصنيف التي تسبق المجاعة (المرحلة الخامسة).

وأفاد التقرير الذي صدر الثلاثاء الماضي بأن أكثر من 495 ألف شخص (22% من السكان) يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المرحلة الخامسة، التي تواجه فيها الأسر نقصاً شديداً للغذاء والتضور جوعاً واستنفاد القدرة على المواجهة.

وذكر التقرير أن العمليات البرية مستمرة بكثافة في مدينة ومخيم جباليا ومنطقة الزيتون وبيت حانون، مما أدى إلى تشريد نحو 100 ألف شخص.

وفي المحافظات الجنوبية، قال التقرير إن الوضع تدهور بعد تجدد الأعمال القتالية في أوائل مايو، وقد نزح أكثر من مليون شخص منذ بدء العملية الهجومية في رفح بعد هجمات بالبر والبحر بأنحاء قطاع غزة وتوسيعها إلى دير البلح وخاصة مخيم النصيرات.

وذكر التقرير أن الوصول الإنساني إلى المحافظات الجنوبية التي يوجد بها مليونا شخص، قد تقلص بشكل ملحوظ مع إغلاق معبر رفح الحدودي والعراقيل عند معبر كرم أبو سالم.

وطبقا للتقرير فإن أكثر من نصف الأسر اضطرت -من أجل شراء الطعام- إلى استبدال ملابسها بالمال فيما لجأت ثلث الأسر إلى جمع النفايات لبيعها. وأفادت أكثر من نصف الأسر بعدم وجود طعام لديها في أغلب الأحيان، وتقضي أكثر من 20% من الأسر أياماً وليالٍ كاملة دون تناول أي طعام.

وأبدى برنامج الأغذية العالمي، وهو أحد الوكالات المشاركة في التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، القلق البالغ بشأن تقليص قدرة المنظمات الإنسانية على توفير المساعدات الحيوية جنوب غزة، بما يعرض التقدم الذي أحرز للخطر. وأشار إلى أن الأعمال القتالية في رفح شردت أكثر من مليون شخص وقلصت بشكل كبير الوصول الإنساني.

“الفراغ الأمني أدى إلى انتشار الفوضى بما يقوض العمليات الإنسانية”

وقال البرنامج الأممي إن الفراغ الأمني أدى إلى انتشار الفوضى بما يقوض العمليات الإنسانية بشكل كبير. وأعرب عن مخاوفه من أن يشهد جنوب غزة قريبا نفس المستويات الكارثية للجوع التي سُجلت من قبل في المناطق الشمالية.

يعمل في التصنيف خبراء من 19 وكالة تابعة للأمم المتحدة – من منظمة الصحة العالمية إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) – وأربعة بلدان مانحة تساهم معاً في جمع البيانات وتحليلها لقياس انعدام الأمن الغذائي وتوجيه الاستجابات الفعالة بشكل أفضل.

“أكثر من مليون فلسطيني في قطاع غزة مهددون بخطر الموت جوعاً”

وقبل أسبوع، قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو» إن أكثر من مليون فلسطيني في قطاع غزة مهددون بخطر الموت جوعاً بحلول منتصف يوليو/ تموز القادم بسبب شح المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع.

وقالت المنظمة إن كامل سكان قطاع غزة يصنفون في المستوى الثالث لمؤشر الجوع وهو مستوى يعرف «بالأزمة»ِ

ووصفت منظمة الصحة العالمية ما يتعرض له سكان قطاع غزة بأنه «مستوى كارثي من الجوع».

وقال مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، الإثنين الماضي، إن الاحتلال يمنع دخول نحو 15 ألف شاحنة مساعدات إنسانية عاجلة، وهو ما يفاقم المجاعة في قطاع غزة.

وذكر الثوابتة وجود ما لا يقل عن 3500 طفل في قطاع غزة على شفا الموت بسبب سوء التغذية.

وقال إن الرصيف العائم الذي تقيمه الولايات المتحدة الأميركية لم يقدم شيئاً في ما يتعلق بإنهاء جريمة التجويع خصوصا في الشمال.

كانت وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) قالت في وقت سابق من هذا الشهر إن أكثر من 50,000 طفل يحتاجون إلى العلاج من سوء التغذية الحاد..

“ارتفاع أسعار الطعام بشكل مُبالغ فيه”

أصبحت خيارات الطعام في قطاع غزة محدودة، في ظل ظروف الحرب الحالية وارتفاع أسعار الطعام بشكل مُبالغ فيه، إذ وصلت أسعار بعض الخضروات، إن وُجدت، إلى 10 دولارات لكل كيلوغرام.

كما وصل سعر كيلو غرام اللحمة إلى 80 دولاراً، يقول معاوية، وهو اسم مستعار لأحد سكان مدينة جباليا في شمال قطاع غزة، لـ (بي بي سي) إنه يتناول وجبة واحدة يومياً، أحياناً تكون طبق أرز وفي أيام أخرى يتناول أوراق الشجر والنباتات.

ويتابع “أكلت عند أقاربي أوراق الشجر (بعدما سلقناه) وكان طعمه مريراً للغاية كمرارة العلقم ولكنني كنت أرغب في سد رمقي”.

وكانت آخر مرة تمكن فيها، إياد السبتي (30 عاما)، من الحصول على كيس طحين قبل شهرين تقريبا، حيث يتطلب ذلك “الانتظار في الطابور لمدة 3 ساعات”، على حد قول.

ويشير إلى أن إحدى بناته طلبت ذات مرة البيض، لكن لم يتم العثور عليه.

“العثور على الطعام أقل صعوبة من طهيه”

في خان يونس، جنوب مدينة غزة، حيث يعيش، نزار حماد (30 عاما)، مع عائلته في خيمة، فإن العثور على الطعام يمكن أن يكون أقل صعوبة من طهيه.

ويقول حماد لـ”نيويورك تايمز”.: “المعاناة الأكبر هي تحضير الطعام نفسه، لأنه لا يوجد لدينا غاز الطهي مع ارتفاع أسعار الحطب.

واندلعت الحرب في قطاع غزة، في السابع من أكتوبر 2023، بذريعة القضاء على حماس، وتنفذ اسرائيل منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل أكثر من 37 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية.

بينما تواصل إسرائيل حصارها على غزة، وتمنع منظمات الإغاثة من إيصال ما يكفي من الغذاء إلى القطاع.

نقلت قناة (سي إن إن) عن الآباء الفلسطينيين قولهم إنه ليس لديهم خيار سوى مشاهدة أطفالهم يتضورون جوعا حتى الموت.