(نيويورك) –“صحيفة الثوري” – «الشرق الأوسط»:
فاز زهران ممداني، وهو اشتراكي ديمقراطي يبلغ من العمر 34 عاما، في سباق رئاسة بلدية مدينة نيويورك، متوجا صعودا مذهلا من نائب غير معروف في الولاية إلى أحد أكثر الديمقراطيين شهرة في البلاد.
وسيصبح ممداني أول رئيس بلدية مسلم لأكبر مدينة أميركية. وهزم الحاكم الديمقراطي السابق آندرو كومو (67 عاما)، الذي خاض السباق كمستقل بعد خسارته الترشيح أمام ممداني في الانتخابات التمهيدية. وكانت الحملة الانتخابية بمثابة منافسة بين الأجيال والأيديولوجيات في الحزب الديمقراطي في الوقت الذي يسعى فيه الحزب إلى إعادة رسم صورته المتضررة.
وقال الخبير في العلوم السياسية كوستاس بانايوبولوس إن زهران ممداني الذي يتمتع بشعبية كبيرة بين الشباب، تمكّن من إعادة عدد كبير من الأشخاص الذين ابتعدوا عن السياسة وهم «ناخبون محبطون من الوضع الراهن يبحثون عن شخصيات جديدة». وفي دليل على ذلك: بحلول الساعة السادسة مساء، كان 1,75 مليون ناخب قد أدلوا بأصواتهم مقارنة بـ1,15 مليون فقط في نهاية الانتخابات البلدية الأخيرة عام 2021.
وداعا لسياسة الماضي
وأدلى ممداني بصوته برفقة زوجته راما دوجي في مركز اقتراع داخل مبنى بلدي في حي أستوريا الشعبي في كوينز، معقله الانتخابي. وقال أمام صحافيين «نحن على وشك أن نصنع التاريخ (…) وأن نودّع سياسة الماضي». من جهته، قال أندرو كومو «إذا أصبح زهران ممداني رئيس بلدية نيويورك، سيقضي عليه ترمب بسرعة». وفي مناسبات عدة، تعهّد الرئيس الجمهوري وضع عراقيل في طريق المرشح الديموقراطي الشاب إذا انتخب، من خلال معارضة دفع بعض الإعانات الفدرالية للمدينة.
لكن حتى داخل حزبه، لم يكن هناك إجماع على دعم المرشح. فالعديد من الشخصيات البارزة فيه من بينهم زعيم أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين تشاك شومر لا يصرحون بتأييدهم له، ومن أعلن ذلك كان حذرا للغاية.
وفي نيوجيرسي، الولاية المجاورة لنيويورك، اختار السكان الديموقراطية ميكي شيريل لتكون حاكمتها الجديدة. وكانت الولاية تُعد معقلا للديموقراطيين خلال العقد الماضي. لكن في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، قلّص دونالد ترمب الفارق بشكل ملحوظ.
كذلك، انتخبت ولاية فيرجينيا أول حاكمة لها وهي الديموقراطية أبيغيل سبانبرغر، العميلة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية، بعد تقدمها على الجمهورية وينسوم إيرل-سيرز، وهي جندية سابقة في مشاة البحرية.
لكن ترمب اعتبر الثلاثاء على منصّته «تروث سوشل» أن الانتكاسات الانتخابية التي مني بها حزبه في العديد من الانتخابات المحلية، كانت بسبب الإغلاق الحكومي الذي أصبح الأطول في التاريخ. وكتب مبررا خسارة الحزب الجمهوري في انتخابات محلية «لم يكن ترمب على ورقة الاقتراع، والإغلاق الحكومي هما السببان وراء خسارة الجمهوريين الانتخابات الليلة، وفقا لخبراء استطلاعات الرأي».
وفي الطرف الآخر من البلاد، يصوت سكان كاليفورنيا لصالح إعادة رسم الخريطة الانتخابية للولاية بما يخدم الحزب الديموقراطي، ردا على مبادرة مماثلة لترمب في تكساس.

