رام الله – صحيفة الثوري:
دعا المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إلى الإسراع في عقد حوار وطني شامل لمواجهة استحقاقات المرحلة الثانية من «خطة شرم الشيخ» وضمان المستقبل الوطني لقطاع غزة، مؤكداً أن المرحلة المقبلة تتطلب استراتيجية وطنية موحدة وتوافقاً شاملاً على أسس المواجهة السياسية والميدانية.
جاء ذلك في بيان سياسي تلقت الثوري نسخة منه، صدر عقب اجتماع عقده المكتب السياسي للجبهة برئاسة الأمين العام فهد سليمان، ناقش خلاله تطورات الأوضاع الفلسطينية، ونتائج الاتصالات التي أجرتها الجبهة مع الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، ومؤسسات المجتمع المدني، والقيادة المصرية.
ورحب المكتب السياسي بالنتائج التي أسفر عنها لقاء الفصائل الفلسطينية في القاهرة أواخر أكتوبر الماضي، واعتبرها خطوة مهمة نحو استكمال الحوار الوطني برعاية مصرية، مؤكداً ضرورة تشكيل وفد تفاوضي فلسطيني موحد، وإقامة حكومة وفاق وطني تشكل مرجعية موحدة للضفة الغربية وقطاع غزة، وربط المسارين التفاوضيين في القطاع والقضية الفلسطينية ضمن كفالة الشرعية الدولية للحقوق الوطنية.
وحذر المكتب السياسي من مناورات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى فرض واقع أمني وعسكري جديد في قطاع غزة، عبر الانتهاكات اليومية لوقف إطلاق النار، وعرقلة إدخال المساعدات الإنسانية، واستمرار إغلاق معبر رفح، ومنع مواد الإغاثة وإعادة الإعمار، مؤكداً أن هذه السياسات تهدف إلى التهجير القسري وإفراغ الشمال من سكانه.
كما أدانت الجبهة ما وصفته بـ”الجرائم الفاشية” التي كشفتها عمليات تبادل الأسرى الأخيرة، مطالبةً بإحالة قادة الاحتلال إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبتهم على جرائم الإعدام والتعذيب التي ارتُكبت بحق الأسرى الفلسطينيين.
وفي الشأن الداخلي، أكد المكتب السياسي أن مواجهة المرحلة الثانية من «خطة شرم الشيخ» تتجاوز حدود المسؤولية الفصائلية، وتستلزم وحدة وطنية حقيقية تشارك فيها جميع القوى السياسية، في ظل ما وصفه البيان بـ”تهالك النظام السياسي القائم وافتقاره إلى الإرادة الوطنية المستقلة”.
وفيما يتعلق بالضفة الغربية، دعا المكتب السياسي إلى عقد مؤتمر وطني شامل بمشاركة السلطة والفصائل ومؤسسات المجتمع المدني، لمواجهة تصاعد الاستيطان والضم واعتداءات المستوطنين، ووضع خطة عملية لبناء جبهة مقاومة شعبية واسعة قادرة على التصدي لجرائم الاحتلال في طولكرم وجنين والقدس.
كما حذر من المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى فصل القدس عن محيطها الفلسطيني واستكمال تهويدها، مشدداً على أن الدفاع عن العاصمة الفلسطينية يتطلب عملاً وطنياً وعربياً وإسلامياً مشتركاً.
واختتم المكتب السياسي بيانه بتوجيه التحية إلى الشعوب العربية وأحرار العالم المتضامنين مع نضال الشعب الفلسطيني، مثمناً تصاعد الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، وداعياً إلى محاكمة الاحتلال في المحاكم الدولية على جرائمه في قطاع غزة والضفة الغربية.

