مسقط- صحيفة الثوري:
عقد المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، برفقة المسؤول الأممي المكلّف بملف المختطفين من الموظفين الأمميين، معين شريم، لقاءً في العاصمة العمانية مسقط مع رئيس وفد الحوثيين المفاوض محمد عبدالسلام، في أول اجتماع من هذا المستوى منذ التصعيد الأخير ضد مكاتب وكالات الأمم المتحدة في صنعاء.
وقال عبدالسلام إن النقاش تناول ما يسمى “خارطة الطريق” المتفق عليها مع السعودية برعاية سلطنة عمان نهاية عام 2023، مجدداً اتهاماته للأمم المتحدة بـ”المماطلة”، ومشدداً على ضرورة البدء بتنفيذ بنودها، وفي مقدمتها الاستحقاقات الإنسانية والاقتصادية مثل صرف الرواتب واستئناف تصدير النفط.
ويأتي تحريك الجماعة لملف “خارطة الطريق” بعد أشهر من تعثرها، بسبب خوض الحوثيين تصعيداً إقليمياً تحت لافتة “نصرة غزة”، رافقته تهديدات سعودية متزايدة وتوظيف سياسي للملف التفاوضي.
كما تطرق اللقاء، بحسب عبدالسلام، إلى ملف الموظفين الأمميين المختطفين في صنعاء، حيث كررت الجماعة زعمها بوجود “تورط في أعمال تجسس”، مدعية استعدادها لتقديم ما وصفته بـ”الأدلة”، في وقت يُحتجز فيه أكثر من 59 موظفاً من وكالات الأمم المتحدة المختلفة، بينهم 30 من برنامج الغذاء العالمي، بحسب مصادر أممية.
ويعد هذا اللقاء الأول منذ اقتحام الحوثيين مكاتب أممية عدة في صنعاء، من بينها مقار المبعوث الأممي واليونيسف وبرنامج الغذاء العالمي والفاو والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، ونهب ومصادرة أصول وممتلكات لتلك المنظمات.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت الأسبوع الماضي تعيين الدبلوماسي الفلسطيني معين شريم، النائب السابق للمبعوث الأممي، لقيادة الجهود الخاصة بإطلاق سراح المختطفين وضمان عدم تكرار عمليات الاحتجاز.
ويرى مراقبون أن الجماعة تستخدم ملف الموظفين الأمميين كورقة مساومة وضغط سياسي لدفع الأمم المتحدة والسعودية نحو تفعيل “خارطة الطريق” بشروط تمنحها مكاسب إضافية في الملفين الاقتصادي والسيادي.

