“صحيفة الثوري”- تقرير:
أكدت المهمة البحرية الأوروبية (EUNAVFOR ASPIDES)، مساء السبت، أنها أنقذت 24 فرداً من طاقم ناقلة الغاز الطبيعي المسال M/T FALCON عقب تعرضها لانفجار واشتعال حريق كبير على متنها، أثناء عبورها خليج عدن على بعد 113 ميلاً بحرياً جنوب شرق ميناء عدن، فيما لا يزال اثنان من أفراد الطاقم في عداد المفقودين وتستمر عمليات البحث والإنقاذ.
وقالت المهمة الأوروبية إن سفينة M/T MEDA تولت عملية إنقاذ الطاقم وهي في طريقها حالياً إلى ميناء جيبوتي، برفقة الفرقاطة اليونانية Spetsai (F-453)، محذّرة من أن السفينة المتضررة أصبحت “تشكل خطراً ملاحياً متزايداً” بسبب الحريق المستعر على متنها.
وبحسب مواقع رصد بحرية عبرية تابعتها “صحيفة الثوري”، فإن الناقلة FALCON كانت في رحلة لنقل شحنة كاملة من الغاز الطبيعي المسال قادمة من محطة التسييل الإيرانية في عسلوية ومتجهة إلى ميناء رأس عيسى الواقع تحت سيطرة جماعة الحوثيين على الساحل الغربي لليمن.
وفي أول تعليق من جانبها، نفت جماعة الحوثي أي علاقة لها بالهجوم، وقالت إن ما يتم تداوله من اتهامات “غير صحيح”، وإنها لم تنفذ أي عمليات في نطاق المنطقة خلال الساعات الماضية.
ويرى مراقبون أن خط سير الناقلة – القادمة من منشأة إيرانية وصولاً إلى ميناء واقع تحت سيطرة الحوثيين – يعيد تسليط الضوء على جانب خفي من شبكات الإمداد البحري المرتبطة بطهران، والتي تحوّلت في الأشهر الأخيرة إلى هدف متزايد للهجمات، سواء تلك المنسوبة لإسرائيل أو إلى أطراف إقليمية تسعى لقطع أو تعطيل خطوط التموين البحري للحوثيين. ويشير خبراء إلى أن هذا النوع من العمليات يعكس انتقال الصراع في البحر الأحمر وخليج عدن من مستوى الردع المعلن إلى حرب ممرات بحرية تستهدف البنية اللوجستية للطرفين، مع ما يحمله ذلك من مخاطر توسع التصعيد خارج نطاق الحرب التقليدية الجارية في اليمن.
ولم تُعلن حتى الآن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، كما لم تُعرف طبيعة السلاح المستخدم أو الجهة التي تقف خلف العملية، في وقت تتزايد فيه الهجمات التي تستهدف السفن العابرة في البحر الأحمر وخليج عدن، أحد أهم الممرات الملاحية الدولية وأكثرها توتراً منذ أشهر.