“صحيفة الثوري” – كتابات:
عبدالباري طاهر
صدرت صحيفة «الثوري» في العام 1965، وكان صدورها كنشرة تُطبع بالاستنسل، وتُوزَّع وتُنشر، ثم تحولت إلى صحيفة رسمية أسبوعية ـ لسان حال الجبهة القومية بعد الاستقلال.
ويشير الموثِّق الصحفي عبدالرحمن خَبَّارة إلى أنه قد تعاقب على تحريرها حتى العام 1986 ثمانية رؤساء تحرير.
ويتناول المناضل الدكتور سيف علي مقبل صحيفة «الثوري» في كتابه «تاريخ الصحافة اليمنية مطلع القرن العشرين 1967»، فيقول عنها: “النشرة المركزية للجبهة القومية، وصدرت في عدن في 18 أكتوبر 1967؛ وهي نشرة يومية تُطبع بالاستنسل، وتتألف من ورقة واحدة إلى ست وريقات حسب مقتضيات الحال والظروف والموضوعات، ويصدرها مكتب الإعلام للجبهة القومية في عدن.
وتحوي النشرة البلاغات الرسمية، والتعليقات السياسية، والتصورات الجارية في المنطقة، والصراع المحتدم أواره آنئذ، وتزين رأس النشرة الآية القرآنية المعتادة التي تزين سائر النشرات الصادرة عن الجبهة القومية في المناطق المختلفة: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه؛ فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلاً). صدق الله العظيم.
يضيف: “ومن الزوايا الثابتة في «الثوري» النشرة الافتتاحية من الميثاق، والبلاغات العسكرية. وقبيل الاستقلال بعشرة أيام تقريباً بدأت الثوري تخرج مطبوعة في وريقة أو أكثر”.
ثم يقوم الدكتور سيف مقبل ـ وهو أحد الفدائيين، وقد أُصيب أثناء المواجهة مع المستعمر البريطاني ـ بدراسة نماذج من افتتاحية «الثوري» قبيل فجر الاستقلال.
كثيرٌ هم الذين كتبوا عن «الثوري» قبل الاستقلال وبعده، ومنهم الأستاذ سعيد الجناحي ـ وهو من قياديي حركة القوميين العرب ـ وهناك أيضًا مدوَّن في «الموسوعة الصحفية» للأستاذ عبد الوهاب المؤيد. ولكن ميزة ما كتبه الدكتور سيف علي مقبل أنه توثيق لـ«الثوري» كنشرة وصحيفة، وقراءة للمواقف والآراء.
وبالرجوع إلى الصحيفة نرى أن كثيراً من الزملاء تعاقبوا على رئاسة تحرير صحيفة «الثوري» عقب فجر نيل الاستقلال؛ ومنهم الفقيد عبدالله الوصابي، وإن لفترة قصيرة.
ويستطيع العزيز رئيس التحرير الحالي سام أبو أصبع، وبمراجعة الأعداد الموجودة، أن يقدّم تحية عظيمة تليق بصحيفة كانت صوت الاستقلال الوطني؛ صوت الرابع عشر من أكتوبر المجيد، في زمن الردّة والتفكك وفقدان السيادة والاستقلال والكيان الوطني، الذي حمته وبشّرت به ودافعت عنه صحيفة «الثوري».
التحية والتبريك والإعزاز للزملاء في الموقع ولثوار الاستقلال والسيادة الوطنية.