“صحيفة الثوري” – كتابات:
أسعد محمد عمر
في غمرة احتفالات شعبنا بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر الخالدتين من كل عام، يأتي احتفاء قيادة وقواعد الحزب الاشتراكي اليمني بذكرى تأسيسه، والتي نشهدها اليوم في عامها السابع والأربعين. وبهذا اليوم المجيد، الذي نُهني فيه الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور عبدالرحمن عمر السقاف، وكافة أعضاء الأمانة العامة واللجنة المركزية والمكتب السياسي، وكل الرفاق من القيادات الفرعية وجميع أعضاء الحزب في عموم الوطن وخارجه.
إن ذكرى تأسيس الحزب الاشتراكي اليمني ليست مناسبة للاحتفال بيوم ميلاد الحزب فقط، بل بكونها لحظة استحضار وإحياء لهوية وطنية بمشروع كبير ونهج عريق، وبما تستدعيه مكانة المناسبة وأهميتها وفقاً لما يلي:
١- استذكار صفحات ناصعة من مسيرة الحزب وتضحيات المؤسسين:
حيث يتجدد للرفاق بهذه المناسبة الوقوف على أعتاب محطة جديدة في حياة الحزب الاشتراكي، يجري فيها استذكار صفحات ناصعة من مسيرته التاريخية وأدوار وتضحيات مناضليه المؤسسين ورفاق دربهم من رواد العمل الوطني من مختلف التوجهات الوطنية، والاعتزاز بما تحقق في عهده من الإنجازات الحاضرة في أذهان الشعب اليمني ووجدانه، والتي ستبقى خالدة في صفحات التاريخ إلى الأبد.
٢- استلهام الأجيال الجديدة لتجربة الحزب الاشتراكي:
ومما يتوجب على أعضاء الحزب الاشتراكي اليمني بهذه المناسبة، وبالذات منهم المفكرون والكوادر الصاعدة من القيادات والأعضاء من الأجيال الجديدة، هو استلهام تجربة الحزب الاشتراكي وتحولاته وفهم طبيعة نضاله، والتعريف بثوابته الوطنية ومشروعه السياسي القائم على الإيمان بقيم ومبادئ الثورة اليمنية ومشروعها الوطني الكبير، والاعتراف بوجود الآخر وقبول توجهاته الفكرية والسياسية وشراكته الوطنية تحت سقف الدولة.
٣- إطلاع الرأي العام بتحولات الحزب بانتهاج الاشتراكية الديمقراطية وتبدل نهجه الاقتصادي وتطمين المحيط الإقليمي:
إذ ينبغي لقادة وأعضاء الحزب تكريس مناسبة يوم التأسيس للدفاع عن تاريخ الحزب، وإطلاع الرأي العام داخلياً وخارجياً بالمراحل التي عاشها الحزب الاشتراكي اليمني والتحولات الهامة التي دخل بها للتحديث والتطوير لضمان الانتقال والديمومة والانتصار لدوره الوطني ومشروعه الحضاري، بحكم ما اكتسبه من تجاربه المتراكمة ومواكبته لمتغيرات المشهد المتجدد محلياً ودولياً.
وتطوير توجهه الفكري بانتهاج الاشتراكية الديمقراطية، وإقراره للتعددية السياسية في كل رؤاه وبرامجه كمسار نضالي يتناسب مع الواقع الجديد ومتطلباته، للعمل بآليات وأساليب جديدة، وتبدل نهجه الاقتصادي بالتخلي عن فكرة التأميم والتوجه صوب الاقتصاد المختلط الذي يجمع بين الملكية الخاصة والعامة ودعم القطاع الخاص وتشجيعه.
كما أن من المفيد انتهاز هذه المناسبة لإعادة تطمين المحيط الإقليمي لليمن بانحصار دور الحزب ونشاطه في نطاق الجغرافيا الوطنية وفقاً لأحكام الدستور والقوانين الناظمة لذلك.
٤- تقييم تجربة الحزب وأهدافه ومستوى الإنجازات المحققة ومراجعة الأخطاء:
حيث يجب على الرفاق الاستفادة من إحياء هذا اليوم المجيد من كل عام بجعله محطة من محطات التقييم لتجربة الحزب وأهدافه ومستوى الإنجازات المحققة وطرق الأداء ومراجعة الأخطاء، وتمييز نقاط القوة ومكامن الضعف، والعمل بجدية لاستغلال المناسبة لترويج أهداف الحزب وفقاً لبرنامجه السياسي ووثائقه التنظيمية وأدبياته العامة ورؤاه الخاصة في بناء نظام حكم ديمقراطي يضمن عدالة الشراكة في السلطة والثروة، وتحقيق قدر أكبر من المساواة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على طريق تحقيق العدالة الاجتماعية في دولة يسودها النظام والقانون، وضمان توازن المصالح الوطنية والإقليمية والدولية.
٥- تجسد الانتماء للحزب وتجدد الثقة بقيادته وهيئاته:
فعلى الرغم مما تشهده الحياة السياسية بسبب الحرب وتعطل معظم أنشطة الأحزاب الداخلية وتعثر انعقاد مؤتمراتها العامة ودورات هيئاتها المركزية، ومنها الحزب الاشتراكي، فإن لفاعلية الاحتفاء بتأسيسه أثرها الكبير في كونها تعد شكلاً من أشكال المقاومة لمظاهر التجريف والتعطيل للحياة السياسية.
ناهيك عما يتخلق ويتشكل خلالها من مجال للاتصال والتواصل الداخلي بين قادة وأعضاء الحزب من مختلف المستويات وفي جميع المحافظات، والتي تعكسها مظاهر النشاط الجماعي المنظم والعفوي للرفاق، إضافةً لما ينتج عنها من المطالب والأفكار والشعارات التي تجسد الانتماء للحزب وتجدد الثقة بقيادته وهيئاته، والتشديد عليها للعمل في سياق أهداف الحزب وغاياته والتعبير عن آمال وطموحات أعضائه.
٦- ضرورة تفعيل عمل أطر الحزب وفتح المجال لدور ريادي للشباب والمرأة:
وهنا تبرز الحاجة لضرورة تأكيد منظومة القيادة في الحزب الاشتراكي بمختلف مستوياتها وأطرها أن تولي ما يخرج عن الرفاق من المطالب والنداءات والاقتراحات خلال هذه المناسبة، وتوظيفها كوسيلة للربط بين الرفاق ومنظماتهم، وتفعيل عمل كل الأطر الحزبية وفتح المجال بشكل أكبر لدور ريادي للشباب وبمشاركة أوسع لقطاع المرأة.
٧- جعل المناسبة فرصة للتحرك والتذكير بأدوار الحزب ومواقفه لتعزيز الاصطفاف الوطني:
كما أن لقيادة الحزب أن تجعل هذه المناسبة وتزامنها مع أعياد الثورة منطلقاً إضافياً للتحرك والنشاط، واستثمارها للتذكير بدعوات الحزب وإسهاماته لجمع شتات القوى الوطنية لمواجهة ما تعيشه البلاد بسبب حرب الانقلاب، وتفعيل دوره لتعزيز الاصطفاف الوطني في معركة استعادة الدولة وإنهاء هيمنة مليشيا الحوثي المصنفة (بالإرهاب) محلياً ودولياً.
٨- الحزب الاشتراكي اليمني حزب المستقبل:
ختاماً، فإن من الأهمية لفت نظر الرفيقات والرفاق من القيادة والأعضاء لما يتشكل أمام الحزب من الفرص التاريخية والظروف المواتية التي تضعه في صفوة أحزاب المستقبل، خاصة في ظل ما يتبناه جميع الفاعلين الوطنيين من أحزاب ومكونات ومنظمات مجتمع مدني وناشطين من شعارات ودعوات ورؤى تجاه معالجة القضية اليمنية ومستقبل الدولة الاتحادية باليمن، وتميّز الحزب بأسبقية الدعوة لها والعمل عليها طيلة العقود الماضية، وما زال حتى اليوم وغداً حتى تحقيقها بإذن الله.