“صحيفة الثوري” – تحقيق:
خــاص – يحتفل اليمن اليوم بـ”يوم المعلم”، في مناسبة تكتسب رمزية خاصة هذا العام وسط أزمة إنسانية وتعليمية عميقة، حيث يقف المعلمون في مواجهة تحديات غير مسبوقة، غياب الرواتب المنتظمة، وتدهور البنية التعليمية، وهو ما يجعل هذا اليوم مناسبة للتقدير والتذكير بمآسي قطاع التعليم في البلاد.
الواقع المأساوي للمعلمين
بحسب إحصاءات رسمية، يعمل في اليمن أكثر من 250 ألف معلم ومعلمة، لكن غالبية هؤلاء يواجهون أوضاعاً مالية متدهورة، خاصة في مناطق سيطرة جماعة الحوثي حيث انقطعت الرواتب لسنوات، وفي المحافظات الخاضعة للحكومة المعترف بها دولياً حيث تتقاضى الكوادر التعليمية رواتب لا تتجاوز في كثير من الأحيان الحد الأدنى من احتياجات الحياة اليومية.
وفي تصريح لـ”الثوري”، قال أحد المعلمين في صنعاء: “نحتفل اليوم بيوم المعلم، لكن هذا الاحتفال مرّ بحزن، لأننا نفتقد إلى أبسط حقوقنا، وهي الراتب الذي يكفل لنا حياة كريمة”.
الاحتفاء بيوم المعلم
تنظم بعض المدارس والمجالس المحلية في المحافظات فعاليات رمزية تكريماً للمعلمين، بينما تغيب الاحتفالات الرسمية في مناطق أخرى، بسبب الأزمات المستمرة ونقص الموارد. واعتبر وزير التربية والتعليم في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، طارق العكبري، أن يوم المعلم “فرصة لتجديد الالتزام تجاه الكوادر التعليمية، رغم الصعوبات، وتعزيز دور التعليم في بناء مستقبل اليمن”.
وفي صنعاء، قال عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، عبد العزيز بن حبتور، إن “المعلم يبقى العمود الفقري للعملية التعليمية، ورغم الظروف الاستثنائية، فإن رسالة التعليم ستبقى حاضرة”.
تحذيرات ومطالبات
تأتي هذه الاحتفالية في ظل تحذيرات من مؤسسات دولية، بينها منظمة “اليونسيف” و”اليونسكو”، التي أكدت أن اليمن يواجه خطر فقدان جيل كامل إذا لم يتم تقديم دعم عاجل للمعلمين والمدارس. ولفت تقرير مشترك إلى أن أكثر من 3.7 مليون طفل يمني خارج المدارس، وأن ضعف الرواتب وغياب الدعم المادي أثر بشكل مباشر على قدرة المعلمين على الاستمرار في مهامهم.
ودعا مؤتمر “شركاء لأجل اليمن”، الذي انعقد مؤخراً في كوالالمبور، إلى تبني خطة عاجلة لدعم المعلمين وتأمين رواتبهم، مؤكداً أن “الاستثمار في المعلم هو الاستثمار في مستقبل اليمن”.
على الأرض
في محافظة تعز، نظم طلاب وأهالي مراسم رمزية لتكريم معلميهم، حيث عبر عدد من المعلمين عن فخرهم برسالتهم، رغم التحديات. وقالت إحدى المعلمات: “المعلم لا يعمل من أجل الراتب فقط، بل من أجل رسالة نبيلة، لكن إنصافنا بمستحقاتنا حق مشروع”.
خاتمة
يوم المعلم هذا العام في اليمن ليس مجرد احتفال، بل هو تذكير صارخ بالمعاناة التي يعيشها المعلمون، وبحاجة المجتمع اليمني الملحة إلى دعم تعليم أجياله المقبلة. ويظل المعلم، رغم كل الظروف، حاملاً لرسالة النور في وقت يعمّ فيه الظلام.