آخر الأخبار

spot_img

ارتفاع العنف ضد العاملين في القطاع الصحي باليمن وتحميل الحوثيين مسؤولية أغلب الانتهاكات

(عدن) – “صحيفة الثوري”:

كشف تحالف دولي معني بحماية قطاع الصحة في مناطق النزاع عن ارتفاع مقلق في حوادث العنف والعرقلة التي طالت العاملين في المجال الصحي والمنشآت الطبية باليمن خلال عام 2024، محمّلًا جماعة الحوثي مسؤولية أغلب هذه الانتهاكات.

وأوضح التقرير السنوي للتحالف، الذي يضم منظمات دولية غير حكومية، تسجيل 52 حادثة شملت اعتقال 19 عاملاً صحياً، ومقتل 6 آخرين، إضافة إلى 18 عملية اقتحام لمرافق طبية، غالبيتها نفذتها قوات تابعة للحوثيين.

وأشار التقرير إلى أن اليمن سجل أكبر عدد عالمي من حالات الإصابة بالكوليرا خلال العام الماضي، مع رصد أكثر من 249 ألف حالة اشتباه و800 وفاة مرتبطة بالمرض. كما فاقمت الكوارث الطبيعية من معاناة السكان، حيث أدت الفيضانات الموسمية بين أبريل وسبتمبر إلى مقتل ما لا يقل عن 240 شخصاً وتشريد نحو 500 ألف، وتضرر أكثر من 34 ألف مأوى.

ولفت التقرير إلى أن الاعتقالات كانت من أبرز الانتهاكات، حيث جرى احتجاز أطباء وممرضين ومديري مستشفيات، معظمهم على يد الحوثيين، في أماكن عملهم أو منازلهم أو في أماكن عامة، وتعرض بعضهم للتعذيب. كما أشار إلى مقتل أحد الأطباء عقب اعتقاله، وتوجيه اتهامات بالإهمال الطبي لبعض المعتقلين، ومن بينهم طبيب روسي حمّل مسؤولية وفاة زوجة قيادي حوثي، وآخرون استُهدفوا بسبب مواقف سياسية على الإنترنت.

وسجل التقرير أيضًا مقتل ستة عاملين صحيين في حوادث متفرقة، معظمها بالرصاص في أماكن عامة، و19 عملية مداهمة لمرافق صحية، أي ضعف ما تم تسجيله في 2023، بينها اقتحامات أدت إلى إخلاء المرضى بالقوة، حتى الحالات الحرجة. كما تم استخدام ستة مرافق صحية لأغراض عسكرية، ما حرم آلاف السكان من الخدمات الطبية.

وأشار التقرير إلى أن الصراع أثر على برامج التطعيم ضد الأمراض، مع شن بعض الأطراف حملات إعلامية ودينية ضد اللقاحات ووصمها بـ”المؤامرة الكونية”، ما تسبب في تراجع كبير في معدلات التحصين، رغم استمرار الحكومة المعترف بها دولياً في تنفيذ حملات بالشراكة مع منظمات أممية، آخرها استهدفت أكثر من مليون طفل.

وأكد التقرير أن 40% من أصل 5,257 وحدة صحية تعمل جزئياً أو متوقفة تماماً، مع تسجيل أدنى نسب تشغيل في محافظتي البيضاء وصعدة، مشيراً إلى أن 79% من حالات التعطل ناجمة عن نقص الكوادر، و53% بسبب نقص المعدات، في حين يشكل غياب الكوادر النسائية حاجزاً أمام حصول النساء على خدمات الصحة الإنجابية. واختتم التحالف التقرير بالتأكيد على أن استمرار الاعتداءات على الكوادر والمنشآت الطبية.