(حضرموت) – “صحيفة الثوري”:
شهدت مدينة سيئون، كبرى مدن وادي حضرموت، صباح اليوم الإثنين، احتجاجات شعبية غاضبة تنديداً بتردي الخدمات العامة، وعلى رأسها الانقطاع المتواصل للكهرباء، وسط تصعيد ملحوظ في التحركات الشعبية التي عمّت معظم مديريات المحافظة.
وانطلقت التظاهرات من السوق العام وصولاً إلى مجمع الدوائر الحكومية (مقر السلطة المحلية بوادي حضرموت)، تزامناً مع إغلاق واسع للمحال التجارية والمرافق الحكومية. وأقدم المحتجون على إشعال إطارات السيارات في الشوارع الرئيسية، ما تسبب في قطع حركة السير وشلل جزئي داخل المدينة.
ورفع المتظاهرون لافتات وشعارات تطالب بإقالة محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، ورحيل ما وصفوه بـ”حكومة الفساد”، محمّلين السلطات مسؤولية تدهور الأوضاع المعيشية واستمرار الانقطاعات في التيار الكهربائي.
وقال مصدر محلي إن قوات الأمن أطلقت أعيرة نارية في محيط مجمع الدوائر الحكومية لتفريق المحتجين الذين توافدوا إلى المكان في وقفة غاضبة.
وفي مدينة تريم، تتواصل احتجاجات مماثلة لليوم السادس على التوالي، حيث عمد محتجون إلى قطع الخط الدولي، ما أدى إلى احتجاز عشرات الشاحنات وسيارات النقل على جانبي الطريق.
وفي سياق متصل، أصدرت اللجنة الأمنية بمحافظة حضرموت بياناً أكدت فيه رفضها لأي محاولات لـ”جر المحافظة إلى مربع الفوضى”، مشيرة إلى أنها أوقفت المتهم بقتل الشاب محمد سعيد يادين الذي سقط برصاص قوات الأمن أثناء احتجاجات سابقة في تريم، تمهيداً لإحالته إلى الجهات المختصة.
ودعت اللجنة الأمنية المواطنين إلى التحلي بالمسؤولية وضبط النفس، وتجنب أي سلوك من شأنه الإخلال بالأمن العام، مناشدة مشايخ وأعيان ومكونات المجتمع المحلي ووسائل الإعلام الإسهام في تهدئة الأوضاع وتعزيز السلم المجتمعي.
وتعيش محافظة حضرموت منذ أكثر من أسبوع على وقع احتجاجات يومية غاضبة، امتدت من مدينة المكلا إلى مدن الوادي، في ظل تصاعد المطالب الشعبية بإقالة المحافظ وخروج قوات التحالف من المحافظة، وسط أزمة متفاقمة في الخدمات وانقسام سياسي يهدد الاستقرار المحلي.