(الرياض) – “صحيفة الثوري”:
وجّه مئات الأطباء اليمنيين العاملين في المستشفيات السعودية، الجمعة، مناشدة عاجلة إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي وأعضاء المجلس، مطالبين بتدخّل مباشر وسريع لدى السلطات السعودية لوقف إجراءات إنهاء عقود عملهم.
وقال الأطباء، في مناشدة جماعية حصلت وسائل إعلام على نسخة منها، إنهم “تفاجأوا بإجراءات إيقاف تجديد العقود وطيّ القيد لعدد كبير من الأطباء اليمنيين، بمختلف مسمياتهم الوظيفية، من عموميين ومقيمين وأخصائيين واستشاريين”، مشيرين إلى أن تلك الإجراءات طالت الأطباء اليمنيين تحديداً دون غيرهم من الجنسيات الأخرى.
وأكدت المناشدة أن بعض الأطباء تلقوا إشعارات رسمية تفيد بإنهاء عقودهم مع انتهاء مدتها الحالية، فيما جرى رفض تجديد عقود آخرين، ما يهدد بفقدان المئات منهم لمصدر دخلهم، ويضعهم في ظروف معيشية صعبة، خاصة في ظل الأوضاع المتدهورة في اليمن.
وأوضح الأطباء أنهم تواصلوا في وقت سابق مع السفارة اليمنية في الرياض والقنصلية العامة في جدة، كما خاطبوا وزارة الصحة اليمنية ووزارة الخارجية، غير أنهم لم يلقوا أي تجاوب أو تدخل ملموس لحل المشكلة، رغم الوعود المتكررة.
وطالب الأطباء الرئيس العليمي بالتدخل شخصياً على غرار ما فعلته دول أخرى، بينها سوريا، التي تمكنت حكومتها من التوصل إلى تفاهم مع الجانب السعودي، ما أدى إلى تجديد عقود أطبائها العاملين في المملكة.
ووفقاً للمناشدة، فإن عدد الأطباء والعاملين اليمنيين المهددين بإنهاء خدماتهم يتجاوز ألفَي طبيب وطبيبة، يعيش كثير منهم في السعودية منذ سنوات، ويخشون العودة القسرية إلى اليمن بسبب استمرار الحرب وسيطرة الحوثيين على ممتلكاتهم ومرافقهم الطبية.
وتداول ناشطون مذكرة رسمية مؤرخة في 23 مارس الماضي حصلت “صحيفة الثوري” على نسخة منها، وجّهها وزير الصحة اليمني الدكتور قاسم بحيبح إلى وزير الخارجية الدكتور شائع الزنداني، طالب فيها بالتدخل العاجل لعقد اجتماع مع وزارة الصحة السعودية لمناقشة مصير الأطباء اليمنيين وقضايا أخرى متصلة بالتعاون الصحي، إلا أن الأطباء أكدوا عدم حدوث أي تقدم بشأن هذه المطالب حتى اليوم.
ويثير الملف مخاوف واسعة في أوساط الجاليات اليمنية بالمملكة، وسط مطالبات بضرورة تحرك دبلوماسي فاعل يضمن استمرار عمل الكوادر الطبية اليمنية التي ساهمت، لسنوات، في دعم القطاع الصحي السعودي.