صنعاء – “صحيفة الثوري”:
أعلن البنك المركزي في صنعاء، الخاضع لسيطرة جماعة الحوثيين، اليوم السبت، إصدار عملة معدنية جديدة من فئة 50 ريالاً، على أن يبدأ تداولها في الأسواق المحلية ابتداءً من يوم الأحد، في خطوة تأتي وسط تحذيرات منظمات أممية من مغبة اتخاذ إجراءات نقدية أحادية قد تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد.
وأوضح البنك في بيان رسمي أن الإصدار الجديد يندرج ضمن “إجراءات مدروسة” لمعالجة تآكل الأوراق النقدية وتحسين جودة النقد المتداول، مؤكداً أن الخطوة لا تهدف إلى توسيع الكتلة النقدية أو التأثير على سعر الصرف.
ويُعد هذا الإصدار هو الأول منذ مارس 2024، عندما طرح البنك عملة معدنية من فئة 100 ريال، في خطوة أثارت حينها انتقادات الحكومة اليمنية وتحذيرات من تداعياتها على الاستقرار النقدي.
ويعيش اليمن منذ سنوات حالة من الانقسام النقدي الحاد بين البنكين المركزيين في صنعاء وعدن، الأمر الذي تسبب في تفاوت أسعار الصرف وتعميق أزمة الثقة في النظام المصرفي، خاصة مع استمرار طباعة إصدارات نقدية غير موحدة ومنع تداولها في مناطق النفوذ المقابلة.
ويأتي الإعلان الجديد بعد مرور نحو عام على توقيع اتفاق اقتصادي رعته الأمم المتحدة في يوليو 2024، بين طرفي النزاع، ونص على تجنب الخطوات الانفرادية في السياسة النقدية والامتناع عن أي تصعيد مالي. وكان البنك المركزي في عدن قد أعلن حينها عن سحب نظام “السويفت” من البنوك العاملة في صنعاء، لكنه تراجع لاحقاً ضمن تفاهمات أممية.
ويرى مراقبون اقتصاديون أن إصدار العملة الجديدة من قبل البنك في صنعاء قد يُنظر إليه كتحدٍّ ضمني لتفاهمات يوليو، وربما يمهد لتوترات مالية جديدة مع البنك المركزي في عدن، ما قد يقوّض جهود الأمم المتحدة الرامية إلى خفض حدة الانقسام المالي في اليمن، وعرقلة مساعي إنعاش الثقة بالقطاع المصرفي.