“صحيفة الثوري” – خـاص:
شهد اليوم الرابع من الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، حيث نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات مركزة داخل العمق الإيراني، قابلتها طهران بهجمات صاروخية ومسيّرة على أهداف إسرائيلية، وسط تحركات دبلوماسية وتحذيرات دولية من اتساع رقعة المواجهة.
غارات إسرائيلية تضرب العمق الإيراني
أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية تنفيذ ضربات جوية على العاصمة الإيرانية طهران استهدفت أولا مقر التلفزيون الايراني الرسمي، ثم مقرات تابعة لفيلق القدس، ومنصات صواريخ باليستية، ومراكز اتصالات. كما طالت الغارات منشأة نطنز النووية وموقع “نطنز-كوه”، في تطور اعتبرته طهران تجاوزًا للخطوط الحمراء.
وشملت الضربات مواقع عسكرية في غرب إيران، بينها قاعدة “برده رشه”، إلى جانب تدمير بطاريات دفاع جوي ومنصات صواريخ أرض-أرض. كما استُهدفت منشآت صناعية تشمل مصنعًا للفولاذ في الأحواز، وورشًا لتصنيع الطائرات المسيّرة في أصفهان، ومحطة أقمار صناعية في همدان.
رد إيراني أقل حِدة بالصواريخ والمسيّرات
في ردها على الهجمات، أطلقت إيران صواريخ باتجاه تل أبيب ومنطقة النقب، تمكنت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية من اعتراض بعضها. كما شنّت طهران هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت منشآت حيوية، بينها محطة “بازان” النفطية في مدينة حيفا، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإلحاق أضرار مادية كبيرة.
وذكرت مصادر إيرانية أن الهجمات استهدفت “أهدافًا حساسة” داخل إسرائيل، مشيرة إلى تفعيل منظومات الدفاع الجوي في عدة مدن كبرى بينها طهران وأصفهان وتبريز. وفي تطور داخلي لافت، أعلنت طهران تنفيذ حكم الإعدام بحق شخص بتهمة التجسس لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي.
تصريحات سياسية حادة بين الطرفين
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في مؤتمر صحفي إن إسرائيل “تستهدف قيادات إيرانية بشكل مباشر” وأكد أن الجيش الإسرائيلي “يمتلك السيطرة الجوية داخل الأجواء الإيرانية”. بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن طهران “ستتحمل تبعات اعتداءاتها ولن تمر دون رد”.
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى “الوحدة الوطنية” متهماً واشنطن بمنح إسرائيل الضوء الأخضر لتنفيذ الهجمات، وهدد بـ”رد ساحق” في حال تكررت الضربات على المنشآت النووية الإيرانية.
تحركات دولية وضغوط دبلوماسية
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن “إخلاء طهران بات ضرورة”، مؤكدًا أن بلاده “لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي”. في الأثناء، نفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أي دور مباشر في الغارات، لكنها أعلنت تعزيز الوجود العسكري في المنطقة.
وفي أوروبا، دعت فرنسا وألمانيا وبريطانيا إلى وقف فوري للتصعيد. كما أصدرت عشرون دولة إسلامية بيانًا مشتركًا أدانت فيه الغارات الإسرائيلية، وطالبت بوقف الحرب. وكشفت مصادر دبلوماسية أن طهران طلبت من قطر والسعودية وسلطنة عُمان التوسط للضغط على واشنطن من أجل التهدئة.
تداعيات ميدانية وإنسانية متصاعدة
على الصعيد الميداني، أغلقت باكستان حدودها مع إيران كإجراء احترازي. ووفق بيانات رسمية، قُتل 8 من عناصر الحرس الثوري الإيراني في قصف على محافظة خمين، إضافة إلى 45 مدنيًا بينهم نساء وأطفال، بحسب ما أعلنت الحكومة الإيرانية. في المقابل، ارتفعت حصيلة القتلى في إسرائيل إلى 22 شخصًا، فضلًا عن أكثر من 400 جريح منذ اندلاع المواجهات.
وفي تطور آخر، يناقش البرلمان الإيراني مقترحًا بالانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي، في مؤشر على اتجاه طهران نحو تشديد موقفها النووي.
هجمات إلكترونية واتصالات للتهدئة
أفادت تقارير إسرائيلية بتعرض شبكات اتصالات وهواتف محمولة لهجمات إلكترونية مصدرها إيران. كما أجرت سلطنة عُمان اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الإيراني، دعت خلاله إلى وقف فوري لإطلاق النار وتغليب الحلول السياسية لتفادي تفجر صراع إقليمي واسع.
ولا تزال المنطقة على حافة الانفجار، في ظل تصعيد مستمر وتضاؤل فرص التهدئة، وسط تحذيرات دولية متزايدة من انزلاق الأوضاع نحو حرب إقليمية شاملة.