(حضرموت – تريم) – “صحيفة الثوري”:
شهدت مدينة تريم بمحافظة حضرموت، مساء الجمعة، احتجاجات واسعة تخللها إطلاق نار كثيف في الهواء من قبل قوات الأمن لتفريق المتظاهرين، وسط تصاعد الغضب الشعبي على خلفية تدهور الأوضاع المعيشية والخدمات الأساسية، وفي مقدمتها أزمة الكهرباء المستمرة.
وردّد المحتجون شعارات تندد بانقطاع الكهرباء وتدهور الخدمات، مطالبين بإقالة المحافظ مبخوت بن ماضي ورحيل ما وصفوها بـ“حكومة الفساد”. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الأمن أطلقت أعيرة نارية لتفريق المتظاهرين، دون تسجيل إصابات مباشرة في صفوف المحتجين.
كما أقدم المحتجون على إعادة إغلاق البوابة الشرقية للخط الدولي في تريم، ما أدى إلى احتجاز شاحنات وسيارات نقل في طوابير طويلة على جانبي الطريق. وتأتي هذه الخطوة بعد يومين من إعلان اللجنة الأمنية بالمحافظة إطلاق سراح جميع المعتقلين الذين أوقفوا على خلفية الاحتجاجات السابقة وقطع الطريق الدولي.
وكانت المدينة قد شهدت، الخميس الماضي، تظاهرات حاشدة أمام مركز الأمن للمطالبة بالإفراج عن محتجزين لدى السلطات، بالتزامن مع انتشار أمني وعسكري مكثف عند مداخل المدينة وعلى امتداد الخط الدولي الرابط بين محافظتي حضرموت والمهرة.
وأطلقت قوات الجيش والأمن، فجر الخميس، حملة لفتح الطريق المغلق منذ أكثر من أسبوع، واستخدمت العربات المدرعة والأطقم المسلحة لإزالة الحواجز، ما أدى إلى إصابة اثنين من المحتجين بالرصاص، جرى نقلهما إلى مستشفى سيئون العام.
وتستمر الاحتجاجات في مختلف مدن حضرموت منذ مطلع الأسبوع الماضي، في ظل تدهور غير مسبوق في الخدمات الأساسية، خصوصاً الكهرباء، ما أسفر عن سقوط قتيل في تريم برصاص قوات الأمن، وفتح الباب أمام تصاعد التوتر والانقسام داخل المحافظة، مع تنامي الدعوات الشعبية والقبلية لإقالة المحافظ وإنهاء الوجود العسكري للتحالف العربي.