سقطرى – “صحيفة الثوري”
وجّه وزير الزراعة والري والثروة السمكية سالم عبدالله السقطري، فرع الهيئة العامة للمصائد السمكية في سقطرى وبالتنسيق مع هيئة أبحاث علوم البحار والاحياء المائيه وإشراك فرع حماية البيئة في الأرخبيل للنزول إلى ساحل شوعب بمديرية قلنسية لدراسة ظاهرة نفوق عدد من حيتان الدلافين.
ويأتي هذا التوجيه في إطار الجهود المبذولة للحفاظ على الثروة السمكية والبيئة البحرية في سقطرى. ويهدف النزول إلى دراسة أسباب هذه الظاهرة للدراسة والرفع بتقرير تفصيلي بصورة عاجلة.
هذا ووجّه وكيل أول محافظة سقطرى، القائم بأعمال المحافظ رائد الجريبي، مدير عام الهيئة العامة لحماية البيئة بالمحافظة، بسرعة النزول الميداني إلى موقع نفوق عدد من حيتان الدلافين على شاطئ منطقة نيت.
وشدد الجريبي على ضرورة دراسة الحالة بشكل دقيق، والوقوف على أسباب هذه الظاهرة، ورفع تقرير تفصيلي يوضح ملابسات الحادثة والعوامل المحتملة التي أدت إلى نفوق الدلافين.
وأكد الجريبي على أهمية متابعة مثل هذه القضايا البيئية بشكل عاجل، والعمل على فهم مسبباتها، بما يسهم في الحفاظ على الحياة البحرية والتوازن البيئي.
كما أكد دعم السلطة المحلية الكامل لجهود فرع الهيئة العامة لحماية البيئة في تنفيذ مهامه الميداني، ومساندته في أداء دوره الرقابي والبحثي في المحافظة.
من جهته، رجح مدير الهيئة العامة لحماية البيئة في سقطرى، أحمد علي عثمان، أن تكون الحادثة ناتجة عن أسباب طبيعية، مشيراً إلى أن الدلافين قد تندفع أحياناً على شكل أسراب، وقد تتأثر بالتيارات القوية وإرتفاع الأمواج. وأشار إلى أن الصيادين تمكنوا من إنقاذ عشرة دلافين وإعادتها إلى البحر.
وأكد عثمان أن فريقاً من الهيئة حاول النزول إلى الموقع، لكن الظروف البحرية حالت دون ذلك، وتم تكليف مجموعة من الشباب المحليين برصد الوضع عن قرب.
يُذكر أن أكثر من 70 دلفيناً نفقواً مؤخراً بشكل مفاجئ وجرفتهم الأمواج إلى شواطئ منطقة “نيت” بمديرية قلنسية غربي أرخبيل جزيرة سقطرى.
وكانت صور ومقاطع فيديو متداولة أظهرت أعداداً كبيرة من الدلافين ملقاة على الشاطئ، مما أثار صدمة بين السكان المحليين والمهتمين بالبيئة البحرية.
فيما مصادر محلية وصفت هذا النفوق الجماعي للدلافين بأنه مؤشر خطير يثير تساؤلات جدية حول سلامة النظام البيئي البحري الفريد للأرخبيل، وأن الأسباب لا تزال غير واضحة.
وفي ذات السياق، كان مراقبون ونشطاء بيئيون دعوا السلطات المحلية في الأرخبيل ووزارة البيئة والثروة السمكية إلى إجراء تحقيق عاجل وشامل لتحديد أسباب هذه الظاهرة، وتقييم التهديدات البيئية المحتملة التي قد تواجه التنوع البيولوجي النادر في سقطرى.
وأعرب المراقبون والنشطاء البيئيون عن خشيتها من أن يكون لهذا الحدث تداعيات سلبية على الحياة البحرية في الأرخبيل، الذي يُعتبر من أهم المحميات الطبيعية على مستوى العالم.