(أبين) – “صحيفة الثوري”:
أعلنت الأجهزة الأمنية في محافظة أبين، جنوب اليمن، إلقاء القبض على أحد أبرز مسؤولي شبكات التهريب الدولية المرتبطة بما يعرف بـ”مكتب سراج” المتخصص في تهريب المهاجرين الأفارقة والاتجار بالبشر والممنوعات، وذلك عقب عملية رصد دقيقة لتحركاته منذ وصوله إلى مطار عدن الدولي في 13 أغسطس الجاري.
وخلال التحقيقات، عرضت الأجهزة الأمنية اعترافات مصورة لعدد من المتهمين، كشفت عن شبكة منظمة يقودها القيادي الحوثي صالح هادي هرمل من محافظة صعدة، الذي يتولى الإشراف المباشر وتوفير التمويل المالي عبر شركات صرافة محلية بالدولار الأميركي.
وقال المتهم حمد عبده توفيق، المقيم في مدينة شقرة، إنه كان يقدم خدمات غذائية وإيوائية للمهاجرين بتكليف من هرمل، مقابل مبالغ مالية تُحوّل من صعدة. فيما اعترف المتهم عبد الله راشد علي الجراري، وهو عسكري في اللواء 314، باستلام المهاجرين من شخص يدعى “الشيبة” – أحد أذرع هرمل – قبل توزيعهم على أماكن إيواء سرية في مزارع وأحواش نائية، مؤكداً أنه كان يعمل تحت إشراف مباشر من عثمان المشيب، الذي يتولى صرف الأموال وتنسيق العمليات.
المتهم عثمان المشيب، المنحدر من صعدة والمُلقّب بـ”الدينمو المحرك للشبكة في أبين”، أوضح أنه كان يشرف على تزويد المهربين بالوقود والمواد الغذائية من محطة محروقات يملكها، إلى جانب تنسيق الرحلات البحرية القادمة من جيبوتي. وكشف أن المهاجرين كانوا يُنقلون أولاً إلى سواحل أبين، ثم إلى أماكن إيواء سرية، قبل ترحيلهم تدريجياً نحو صعدة، تحت حماية “الشيبة” وأولاده.
وذكرت الأجهزة الأمنية أنها ضبطت ملفات مالية ضخمة خلال مداهمة أوكار المهربين، تضمنت معاملات بالعملة الصعبة تصل قيمتها إلى ملايين الريالات، ما يؤكد وجود منظومة مالية منظمة تديرها قيادات حوثية في صعدة لتمويل عمليات التهريب.
وأكدت السلطات أن هذه الاعترافات تمثل اختراقاً مهماً لشبكات التهريب التي تستغل السواحل اليمنية لنشاط إجرامي عابر للحدود، مشيرة إلى أن العملية الأمنية في أبين تعد “ضربة قاصمة” لهذه الشبكات.
ودعت قيادة أمن أبين المواطنين إلى الإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة، مؤكدة أن الجهود الأمنية ستتواصل لملاحقة بقية عناصر الشبكة ومن يقف خلفها.