عدن – “صحيفة الثوري” – متابعات
يتواصل تفشي وباء الكوليرا في العاصمة المؤقتة عدن بوتيرة مقلقة، مع تزايد الحالات الوافدة إلى مراكز العزل، وسط تحذيرات طبية من انفجار وشيك للوباء في عموم المحافظات الجنوبية.
وقال الدكتور مجدي الداعري، مدير مركز الترصد الوبائي في عدن، إن مركز العزل الصحي الخاص بالكوليرا في مستشفى الصداقة التعليمي يستقبل يومياً ما لا يقل عن 30 حالة إصابة، موضحاً أن الإصابات تتوزع بين مديريات عدن ومحافظات مجاورة كأبين ولحج والضالع.
مصادر طبية أكدت لـ”الثوري” أن هذا العدد يعكس مؤشرات “خطيرة ومقلقة” تنذر باتساع رقعة الوباء، في ظل ضعف البنية التحتية، وتدهور خدمات المياه والصرف الصحي، التي تُعد عوامل رئيسية في تفشي المرض وانتقال العدوى.
وشددت المصادر على حاجة عاجلة لتوفير الأدوية والمحاليل الوريدية ووسائل الوقاية والتعقيم، إلى جانب تنفيذ حملات توعية تستهدف الأحياء الفقيرة والمناطق النائية، محذرة من انهيار وشيك لقدرة المرافق الصحية على الاستجابة في ظل تزايد الضغط وانعدام الدعم الكافي من السلطات والمنظمات المعنية.
وفي هذا السياق، وجّه محافظ عدن، أحمد حامد لملس، مناشدة عاجلة إلى وزير الصحة العامة والسكان للتدخل الفوري إزاء التزايد الحاد في الإصابات، محذراً من أن استمرار الوضع دون تحرك سريع قد يقود إلى كارثة صحية.
وأكد المحافظ، في رسالة رسمية اطّلعت عليها “الثوري”، أن عدن تواجه انتشاراً واسعاً للوباء، ما يتطلب تفعيل خطط الطوارئ وتنسيقاً عاجلاً مع المنظمات الصحية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، لحماية أرواح السكان وتدارك انهيار المنظومة الصحية.
ويأتي هذا التصاعد بالتوازي مع تدهور شامل في الخدمات الأساسية بعدن، من كهرباء ومياه وصرف صحي ونظافة، ما يضاعف من احتمالات تفشي الأوبئة، ويضع الجهات المعنية أمام تحدٍ إنساني وصحي بالغ الخطورة يتطلب تدخلاً عاجلاً وشاملاً.