صنعاء – صحيفة الثوري:
شنّت جماعة الحوثي، اليوم الجمعة، حملة ملاحقات واعتقالات طالت مدنيين في العاصمة صنعاء، عقب تداول مقاطع فيديو توثق الانفجارات العنيفة التي هزّت منطقة “خشم البكرة” في مديرية بني حشيش، شرق المدينة، صباح الخميس. في الوقت ذاته، شدّدت الجماعة قبضتها الأمنية على عدد من المستشفيات التي استقبلت ضحايا الانفجارات.
وأفادت مصادر محلية أن مسلحي الجماعة نفذوا مداهمات في حي “صرف”، واستهدفوا شباناً تتهمهم بتوثيق الانفجار الذي نجم عن تفجير مستودع أسلحة تابع للحوثيين داخل حي سكني، ونشر الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وذكرت المصادر أن عناصر الأمن التابعين للجماعة صادروا هواتف عدد من المواطنين، في إطار مساعٍ لاحتواء تدفق المعلومات ومنع تسرب تفاصيل الحادث الذي لم يصدر بشأنه أي تعليق رسمي حتى الآن.
في السياق، قالت مصادر طبية إن ميليشيا الحوثي فرضت إجراءات أمنية مشددة على المستشفيات التي نُقل إليها الضحايا، خاصة مستشفيات زايد والمؤيد والسعودي الألماني. وأكدت المصادر أن أقسام الطوارئ في هذه المستشفيات مكتظة بجثث القتلى والجرحى، معظمهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال.
ولا تزال حصيلة الضحايا غير واضحة وسط تضارب الأرقام، بينما تستمر عمليات البحث تحت الأنقاض في ظل طوق أمني فرضته الجماعة حول المنطقة، التي تمنع الدخول إليها والخروج منها منذ وقوع الحادثة.
وكانت سلسلة انفجارات هزّت، صباح الخميس 22 مايو، منطقة “صرف” نتيجة انفجار مستودع صواريخ وذخائر تابع للحوثيين داخل حي سكني، وفقاً لمصادر متطابقة. واستمرت الانفجارات لنحو ساعتين، وأدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين وعناصر الجماعة، وسط تعتيم إعلامي شامل.
وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة سحب دخان كثيفة وهلعاً واسعاً بين السكان، بينهم أطفال وركاب طائرة مدنية كانت تستعد للإقلاع من مطار صنعاء لحظة وقوع الانفجارات.
وتحدثت مصادر إعلامية وحقوقية عن مقتل ما لا يقل عن 40 شخصاً وإصابة العشرات، في حين تواصل الجماعة فرض سياج أمني على المنطقة ومنع تغطية الحادث إعلامياً.
ويعيد هذا الحادث إلى الأذهان حوادث مماثلة في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث تُخزَّن الأسلحة والذخائر داخل الأحياء السكنية، ما يضاعف من المخاطر المحدقة بالمدنيين ويثير مخاوف متصاعدة من عسكرة المناطق المدنية.