(القدس) – “صحيفة الثوري”:
أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي ظهر اليوم الأربعاء النار تجاه وفد دبلوماسي يضم ممثلين من أكثر من 30 دولة أوروبية وعربية خلال جولة ميدانية في محيط مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، دون وقوع إصابات، في حادثة أثارت ردود فعل دولية غاضبة.
وقالت مصادر محلية إن الوفد كان يزور المنطقة للاطلاع على الأوضاع الإنسانية التي يعيشها المواطنون الفلسطينيون في ظل التصعيد العسكري المستمر، عندما فتحت قوات الاحتلال نيرانها الحية باتجاههم، ما تسبب بحالة من الهلع بين الدبلوماسيين، ودفع الحراس إلى إجلائهم على وجه السرعة إلى مركباتهم ومناطق آمنة وسط إطلاق كثيف للرصاص.
وزارة الخارجية الفلسطينية اعتبرت إطلاق النار جريمة مقصودة تستهدف ترهيب الوفد ومنع نقله للحقائق، مؤكدة أن الوفد كان يرافقه صحافيون عرب وأجانب، وأن الجولة تأتي في إطار الاطلاع على حجم الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في جنين ومخيمها.
الحادث قوبل بموجة استنكار دولية، حيث وصفت الحكومة الإيطالية ما جرى بأنه “أمر غير مقبول”، فيما دعا الاتحاد الأوروبي إلى محاسبة المسؤولين عن إطلاق النار. وأدانت وزارة الخارجية الإسبانية الحادث بشدة، بينما عبّر المستشار الألماني عن قلق بالغ من التطورات، مشدداً على أهمية إبقاء القنوات الدبلوماسية مفتوحة مع إسرائيل.
في المقابل، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الوفد لم يلتزم بالمسار المحدد ودخل منطقة “قتال نشط” قرب جنين، الأمر الذي أدى إلى فتح النار.
ويستمر العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ121 على التوالي، وسط عمليات اقتحام واعتقال وتدمير واسعة. وأفادت اللجنة الإعلامية في جنين بأن الاحتلال هدم نحو 600 منزل بشكل كامل، وتضررت بقية المنازل، فيما تم تدمير معظم البنية التحتية وشق 15 شارعاً داخل المخيم الذي تبلغ مساحته أقل من نصف كيلومتر مربع. كما نزح نحو 22 ألف مواطن من المخيم، وتُسجَّل اقتحامات يومية في قرى المحافظة، بينما ارتفع عدد الشهداء إلى 43 منذ بداية العدوان في 21 يناير/ كانون الثاني، بينهم اثنان برصاص أجهزة السلطة الفلسطينية، إضافة إلى عشرات الإصابات والاعتقالات.