آخر الأخبار

spot_img

مفاوضون أميركيون يتوجهون إلى روسيا وترامب يأمل بموافقة بوتين على وقف النار في اوكرانيا

صحيفة الثوري ـــ واشنطن- (أ ف ب) 

أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاربعاء ان مفاوضين اميركيين سيتوجهون الى روسيا، في وقت تحض واشنطن موسكو على القبول باقتراحها وقف اطلاق النار في اوكرانيا لثلاثين يوما، الامر الذي وافقت عليه كييف.

واعرب ترامب عن أمله ان يوافق نظيره الروسي فلاديمير بوتين ايضا على هذه الخطة، من دون ان يوضح ماهية الضغوط التي يمكن ان يمارسها عليه في حال رفض.

وحتى الآن، اعلن الكرملين أنه ينتظر “معلومات كاملة” من واشنطن حول وقف اطلاق النار.

من جهته، قال بوتين الاربعاء لرئيس أركان الجيش الروسي فاليري غيراسيموف “أتوقع أن تنجز كل المهمات القتالية التي تخوضها وحداتنا، وأن يتم قريبا تحرير أراضي منطقة كورسك بالكامل من العدو”.

وأبلغ غيراسيموف الرئيس الروسي بأن موسكو أسرت 430 جنديا أوكرانيا في منطقة كورسك، وذلك خلال اجتماع بث التلفزيون وقائعه.

وجاء تصريح بوتين خلال تفقده الوحدات العسكرية المقاتلة في منطقة كورسك.

من جانبه، لاحظ الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي ان القوات الروسية تحاول “بوضوح ممارسة اكبر قدر من الضغط” على الكتيبة الاوكرانية التي دخلت هذه المنطقة في صيف 2024.

ومساء الاربعاء، أعلن قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي أن قواته تتراجع في منطقة كورسك الروسية.

وقال قائد الجيش عبر فيسبوك “في وضع هو الأكثر صعوبة، فان أولويتي كانت وستبقى إنقاذ حياة الجنود الأوكرانيين. ولهذا الغرض، تقوم وحدات قوات الدفاع عند الضرورة بمناورات نحو مواقع أكثر ملاءمة”، مستخدما صيغة يلجأ إليها الجانبان الروسي والأوكراني عادة للحديث عن تراجع.

وفي وقت سابق، أشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى أن “اتصالا هاتفيا عالي المستوى” بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب قد يحصل خلال “مدة وجيزة للغاية”.

واكد ترامب الثلاثاء أنه “سيتحدث” الى بوتين، الأرجح هذا الاسبوع.

وفي انتظار ذلك، “هناك اناس في طريقهم الى روسيا” بحسب قول ترامب، قبل ان يعلن البيت الابيض أن الموفد الاميركي ستيف ويتكوف سيتوجه الى موسكو هذا الاسبوع.
واقتراح الهدنة تم التوافق في شأنه اثر محادثات الثلاثاء في السعودية بين مسؤولين اميركيين واوكرانيين. ووضع هذا الاجتماع حدا لمرحلة من التوتر بين كييف وواشنطن أعقبت المشادة الكلامية الحادة بين الرئيسين الاميركي والاوكراني في واشنطن.

واعتبر وزير الخارجية الاميركي ماركو روبيو الثلاثاء ان “الكرة هي الآن في ملعب” الروس، لافتا الى أنه ينتظر ردهم “بفارغ الصبر لمعرفة هل هم مستعدون” للقبول بوفق النار “من دون شروط” مسبقة.

وصرح الاربعاء خلال وقفة في شانون بايرلندا “إذا كان الجواب +نعم+، فسنعلم أننا حققنا تقدما حقيقيا وان هناك فعلا فرصة للسلام. وإذا كان جوابهم +كلا+ فسيكون ذلك مؤسفا للغاية وسيجعل نياتهم واضحة”.
وكان زيلينسكي أكد أن الأمر يعتمد “بنسبة 100%” على موسكو “لأن أميركا أثبتت … موقفها، وأوكرانيا أثبتت … موقفها، واليوم على روسيا أن ترد”.

كما دعا الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراءات “قوية” في ما يتعلق بالعقوبات ودعم أوكرانيا في حال الرفض الروسي.

أما الأوروبيون الذين تم استبعادهم حتى الآن من المحادثات، فقد حثوا روسيا بشكل مشترك على اتخاذ موقف.

واكد وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو الاربعاء أن “هناك تفاهما واسعا جدا ترتسم” ملامحه بين الاوروبيين دعما للجيش الاوكراني حين ينتهي النزاع مع روسيا، موضحا أن ذلك يشكل “أول الضمانات الامنية” بالنسبة الى كييف.

وقالت الصين التي تقدم نفسها كطرف محايد في النزاع الأربعاء إنها “أخذت علما” بالمقترح.

لكن في شوارع كييف، قوبل الاقتراح الأميركي بردود فعل مشككة. وقال رومان دونايفسكي لوكالة فرانس برس “الفكرة جيدة، لكنني لا أعتقد أن روسيا ستوافق عليها أبدا. سبق أن انتهكت جميع الاتفاقات”.

في كراماتورسك، بالقرب من الجبهة في دونباس، قال ضابط أوكراني إن الروس “سيواصلون الهجوم”.

وأعرب سكان في موسكو لوكالة فرانس برس عن الشكوك نفسها. ولا تعتقد آنا كوزلوفا، وهي موظفة في إدارة السجون الروسية، أن وقف إطلاق النار “سيؤدي إلى السلام”، بل تعتقد أنه سيسمح لأوكرانيا “بإعادة التسلح… وسوف تستأنف الحرب”.