(نيو مكسيكو) – “صحيفة الثوري”:
في حادثة هزت عالم الفن والسينما، يوم أمس، اُكتُشِف في منزل النجم الأمريكي الأسطوري جين هاكمان وزوجته عازفة البيانو بيتسي أراكاوا في ولاية نيو مكسيكو ميتين، إلى جانب كلبهما، دون ظهور أي علامات على تدخل خارجي أو جريمة. لم يُحدد بعد سبب الوفاة، فيما بدأت السلطات تحقيقات موسعة في الحادثة.
أكدت الجهات الأمنية، في بيان صدر عن مكتب شرطة مقاطعة سانتا في، عدم وجود أي دليل يشير إلى حدوث فعل إجرامي داخل المنزل، حيث وجد المحققون أن باب المنزل كان مفتوحًا جزئيًا دون أي علامات على اقتحام. وأفادت المصادر الأولية بأن الجثث وُجدت في أماكن مختلفة من المنزل؛ فقد وُجدت جثة هاكمان في غرفة المعيشة بينما وُجدت جثة زوجته في الحمام، مع وجود أدلة تدل على استخدام أدوية موصوفة بالقرب من جثتها. وتشير بعض التقارير إلى احتمال تعرض الزوجين للتسمم بأول أكسيد الكربون، حيث لم ترفع الفحوصات الأولية مستويات مرتفعة من الغاز، رغم تصريحات إحدى أفراد العائلة حول احتمال تسرب الغاز كعامل مسبب للحادث.
ومن جانبه، أكدت السلطات استمرار التحقيقات لتحديد ملابسات الحادث بدقة، حيث أوضح مأمور المقاطعة أن الفحوصات الطبية والتشريحية ستساهم في الكشف عن السبب الحقيقي للوفاة. وأضاف أيضاً أن فريقاً من الخبراء من شركة الغاز وإدارة الإطفاء تم إرسالهم للموقع للتأكد من عدم وجود مخاطر بيئية قد تكون ساهمت في الحادث.
يُعد جين هاكمان، الحائز على جائزتي أوسكار خلال مسيرة امتدت لأكثر من ستين عامًا، من أعمدة السينما الأمريكية؛ إذ شارك في العديد من الأفلام التي صنعت له شهرة واسعة وأسطورية، مثل فيلم “ذا فرنش كونيكشن” الذي حقق له جائزة الأوسكار وأدواره البارزة التي نالت استحسان النقاد والجمهور على حد سواء. ورغم اعتزاله التمثيل في السنوات الأخيرة، ظل اسمه مرادفاً للإبداع والتميز الفني.
وقد عبّر عدد من زملاء هاكمان ومن شخصيات بارزة في الوسط السينمائي عن حزنهم العميق لفقدانه، حيث كتب المخرج الكبير فرنسيس فورد كوبولا عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي: “إن خسارة ممثل عظيم هي دائمًا سبب للحداد والاحتفاء. لقد ترك هاكمان بصمة لا تُمحى في عالم السينما”، فيما أكدت إحدى أقاربه أن الراحل كان ليس مجرد فنان مبدع فحسب، بل أباً وزوجاً محباً كان مثالاً للتواضع والإنسانية.
وفي الوقت الذي تحاول فيه السلطات الكشف عن تفاصيل الحادث، يظل السؤال مطروحًا بين محبي الفن: هل كانت الوفاة نتيجة حادث عرضي ناجم عن تسرب الغاز أم أن هناك عوامل أخرى لم تظهر بعد؟ بينما تبقى الإجابة معلقةً، يستعد محبو هاكمان في هوليوود والعالم الفني لتكريم إرثه الكبير الذي ترك بصمة في تاريخ السينما.
تُتابَع التحقيقات بكثافة، ومن المتوقع صدور نتائجها خلال الأيام المقبلة، لتوضيح الملابسات الكاملة وراء هذا الحدث الذي أشعل موجة من الحزن والصدمة في الوسط الفني والثقافي.