آخر الأخبار

spot_img

كتاب الأسبوع: ما الوعي الطبقي؟ لـ ويلهلم رايش

“صحيفة الثوري” – ثقافة وفكر:
كتاب: ما الوعي الطبقي؟ تأليف: ويلهلم رايش

حول الكتاب

يعد كتاب ما الوعي الطبقي؟ للمفكر وعالم النفس الماركسي ويلهلم رايش من الدراسات المهمة في فهم التكوين الاجتماعي والسياسي للفئات والطبقات داخل المجتمع. ينطلق رايش في هذا الكتاب من رؤية عملية لتعريف الوعي الطبقي، باعتباره إدراك الأفراد والجماعات لموقعهم داخل البناء الاجتماعي، ولمصالحهم التي تتحدد وفقًا لهذا الموقع. لكنه يرفض الفكرة القائلة بأن الوعي الطبقي يتشكل تلقائيًا نتيجة الظروف الاقتصادية فقط، بل يرى أنه يتأثر بعوامل اجتماعية ونفسية وأيديولوجية، مما قد يؤدي إلى تشويه إدراك الأفراد لمصالحهم الحقيقية.

يركز رايش على العلاقة بين البنية النفسية للأفراد والواقع الطبقي الذي يعيشون فيه، موضحًا كيف يؤدي القمع الاجتماعي والتنشئة القمعية إلى تشكيل أفراد خاضعين للأيديولوجيا السائدة، حتى لو كانت تناقض مصالحهم الاقتصادية. يوضح رايش كيف تستغل الطبقات الحاكمة الأيديولوجيا، من خلال التعليم والدين والإعلام، لترسيخ وعي زائف يجعل الطبقات المضطهدة تقبل استغلالها باعتباره “طبيعة الأمور”. ويميز بين الوعي الطبقي الموضوعي، الذي يعكس الموقع الاقتصادي الحقيقي للفرد، والوعي الطبقي الذاتي، الذي يتأثر بالخوف والتنشئة والخطاب الإعلامي، مما يجعل بعض العمال والفقراء يدافعون عن أنظمة تضر بمصالحهم.

كتب رايش هذا العمل في سياق صعود الفاشية في أوروبا، محاولًا تفسير كيف يمكن لطبقات مسحوقة أن تدعم أنظمة قمعية مثل النازية، رغم أنها تخدم مصالح الطبقات الغنية. يرى أن الفاشية ليست مجرد حركة سياسية، بل تعبير عن بنية نفسية جماعية تتغذى على القمع والخوف والطاعة العمياء. ومن هنا، يدعو رايش إلى ضرورة كسر القمع النفسي جنبًا إلى جنب مع النضال السياسي، حيث يرى أن الثورة الحقيقية يجب أن تشمل تحرر الأفراد من الخضوع والخوف، وليس فقط تغيير الهياكل الاقتصادية.

حول المؤلف

ويلهلم رايش (1897-1957) هو عالم نفس نمساوي، وأحد تلاميذ فرويد، لكنه اتجه لاحقًا نحو التحليل النفسي الماركسي، حيث قدم إسهامات بارزة في ربط البنية النفسية للإنسان بالمجتمع والاقتصاد. تعرض رايش للانتقاد داخل الأوساط الماركسية التقليدية، حيث رأى بعض المفكرين أن تركيزه على التحليل النفسي يبتعد عن التفسير المادي للتاريخ، كما تعرض للملاحقة السياسية، خاصة في الولايات المتحدة، حيث صودرت كتبه وأُحرقت، وسُجن لاحقًا حتى توفي في السجن عام 1957.

لماذا نقرأ هذا الكتاب اليوم؟

رغم مرور عقود على نشره، لا يزال ما الوعي الطبقي؟ يحمل أهمية كبيرة في فهم ظواهر مثل:

لماذا يدعم بعض الفقراء سياسات تضر بمصالحهم؟

كيف تتشكل الأيديولوجيا داخل المجتمع؟

ما العلاقة بين القمع الاجتماعي والاضطرابات النفسية؟

كيف يمكن تفكيك الخطاب الذي يرسخ الاستغلال الطبقي؟

يعد هذا الكتاب من أهم الأعمال التي تقدم تفسيرًا نفسيًا وسياسيًا لآليات تشكل الوعي الطبقي، وهو إضافة أساسية لأي مكتبة تهتم بالفكر الماركسي وعلم النفس الاجتماعي.

رابط تحميل أو قراءة الكتاب من هنـا