آخر الأخبار

spot_img

عنف أسري متصاعد .. طفلة تتعرض للتعذيب في تعز

صحيفة الثوري- تقارير

يشهد اليمن تزايداً مقلقاً في حالات العنف الأسري ضد الأطفال، حيث تتكرر حوادث الاعتداء البدني والنفسي على الأبرياء الصغار، تاركةً آثاراً نفسية وجسدية عميقة قد تؤثر على مستقبلهم.

وفي أحدث هذه الحوادث، تعرضت طفلة في مدينة تعز لتعذيب وحشي على يد والدتها، مما أثار موجة من الغضب والاستياء في المجتمع اليمني.

تفاصيل الحادثة

في واقعة مأساوية هزت مدينة تعز، أقدمت امرأة على تعذيب ابنتها الصغيرة بشكل وحشي في حي وادي المدام، وذلك بدعوى أن الطفلة قد أضاعت قطعة من الذهب.

وتفيد المصادر المحلية بأن الأم انهالت على ابنتها بالضرب المبرح دون أن يتدخل والد الطفلة لإنقاذها، بل تبين لاحقاً أنه هو من قام ببيع الذهب.

ولم يتحمل الأهالي سماع صراخ الطفلة، فهرعوا إلى مكان الحادثة وتمكنوا من إنقاذها ونقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم. وقد أظهرت حالة الطفلة آثار تعذيب شديدة، مما أثار غضب المجتمع وتساؤلات حول الأسباب التي تدفع بعض الأهالي إلى ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة بحق أطفالهم.

أسباب العنف الأسري ضد الأطفال

يرى مختصون في علم الاجتماع أن هناك عدة عوامل تساهم في تزايد حالات العنف الأسري ضد الأطفال في اليمن، من أهمها:
التدهور الاقتصادي : يؤدي التدهور الاقتصادي إلى زيادة حدة المشاكل الاجتماعية والنفسية داخل الأسرة، مما يزيد من احتمالية اللجوء إلى العنف كوسيلة للتعبير عن الإحباط والغضب.

غياب الوعي: يفتقر الكثير من الأهالي إلى الوعي بأهمية حماية الأطفال من العنف، ويعتقدون أن العنف هو وسيلة فعالة للتأديب ، ومع ذلك مستمرون بإنجاب الاطفال بشكل كبير بحجة أن ” الله سيرزقهم ” ، ورزق الطفل يأتي معه، ولكن في الواقع نرى الكثير من الأهالي يرمون أطفالهم إلى سوق العمل ناهيك عن العنف والقسوة التي يتلاقها هؤلاء الأطفال قد تصل إلى الموت.

ضعف القانون: يعاني القانون اليمني من ثغرات في مجال حماية الطفل، مما يجعل من الصعب محاسبة مرتكبي جرائم العنف الأسري.

آثار العنف الأسري على الأطفال

يقول مختصون في علم النفس أن العنف الأسري يترك آثاراً سلبية عميقة على الأطفال، سواء على المستوى النفسي أو الجسدي.

ومن أهم هذه الآثار

اضطرابات نفسية: يعاني الأطفال الذين يتعرضون للعنف من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق والخوف، وقد يتطور الأمر إلى اضطرابات شخصية خطيرة.

مشاكل في التعلم: يؤثر العنف على قدرة الطفل على التركيز والتعلم، مما يؤدي إلى تأخر في تحصيله الدراسي.

صعوبات في العلاقات الاجتماعية: يجد الأطفال الذين يتعرضون للعنف صعوبة في بناء علاقات اجتماعية صحية، وقد يصبحون عدوانيين أو انطوائيين.

مشاكل صحية: قد يعاني الأطفال الذين يتعرضون للعنف من مشاكل صحية مزمنة، مثل الصداع وآلام المفاصل واضطرابات النوم.

إن حماية الأطفال من العنف الأسري مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الأسرة والمجتمع والدولة يجب على الجميع العمل معاً للقضاء على هذه الظاهرة، وتوفير بيئة آمنة وسليمة للأطفال ليكبروا فيها ويترعرعوا.