(بيروت) – ” الثوري” :
شارك الدكتور محمد المخلافي، نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، في فعاليات اللقاء اليساري العربي العاشر، الذي انعقد في العاصمة اللبنانية بيروت من 13 إلى 15 من الشهر الجاري تحت شعار “لتعزيز دور اليسار العربي في مواجهة العدوان الإمبريالي – الصهيوني المستمر على فلسطين والمنطقة”.
اللقاء شهد مشاركة واسعة من أحزاب اليسار العربي، التي ألقت كلمات حول القضية المركزية للعرب، وهي القضية الفلسطينية، إضافة إلى تسليط الضوء على ملاحم المقاومة البطولية التي يسطرها الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة والقدس.
في كلمته، شدد الدكتور المخلافي على الدور التاريخي لليسار في العالم العربي، مشيراً إلى أن جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، التي يحتفل هذا العام بذكرى انطلاقتها الثانية والأربعين، كانت رمزاً لمقاومة المشروع الاستعماري الصهيوني الغربي، ليس فقط في لبنان وفلسطين، بل لتحرير وتقدم العالم العربي بأسره. وأضاف أن هذه الذكرى يجب أن تحفز أحزاب اليسار العربي لاستعادة دورها القيادي في التغيير الاجتماعي والسياسي.
كما تحدث نائب الأمين العام عن المناسبات الوطنية اليمنية التي يحتفل بها الحزب الاشتراكي اليمني هذا العام، بما في ذلك الذكرى الـ 62 لثورة 26 سبتمبر، والذكرى الـ 61 لثورة 14 أكتوبر، والذكرى الـ 46 لتأسيس الحزب الاشتراكي اليمني، والذكرى الـ 85 لميلاد مؤسس الحزب الاشتراكي اليمني عبدالفتاح إسماعيل.
وأكد المخلافي ضرورة تكريس الاجتماع اليساري العربي بالكامل لدعم القضية الفلسطينية، مشدداً على أن إجماع اليسار العربي حول هذه القضية المركزية يجب أن يستمر في مواجهة التحديات الإقليمية. كما دعا إلى ضرورة تخصيص اللقاءات القادمة لمناقشة الأزمات التي تعاني منها دول عربية أخرى، مثل اليمن، والتي تواجه حروبًا أهلية وصراعات إقليمية متعددة.
واختتم نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي كلمته بالدعوة إلى تعزيز الائتلافات بين أحزاب اليسار في العالم العربي، ومأسسة هذا التعاون من خلال إصدار لائحة تنظيمية للاجتماعات وتحديد آليات تنفيذ برامج مشتركة. وأكد أن العالم يقف على أعتاب مرحلة جديدة من التعددية القطبية، داعياً إلى دور فاعل لليسار العربي في هذا التحول العالمي، بما يسهم في تحرير المنطقة العربية من الحروب والانقسامات المذهبية، وتحقيق السلام المستدام.
نص كلمة نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني في المؤتمر:
الرفاق والرفيقات:
يترافق لقاءنا هذا مع الاحتفاء بالذكرى الثانية والأربعين لانطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وهي مقاومة لم تكن لمواجهة المشروع الاستعماري الصهيوني الغربي في لبنان وفي فلسطين فحسب، بل ومن أجل تحرير وتقدم العالم العربي وتحديثه في إطار حركة تحرر عربية كان يقودها اليسار في العالم العربي كله لإنهاء الحكم الثيوقراطي والأنظمة التسلطية التي صارت تحتل جزءًا كبيرًا من ساحة تأثير وفاعلية اليسار اليوم. وقد قادت جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية يومئذٍ الحزب الشيوعي اللبناني ومعه اليسار اللبناني والفلسطيني، وينبغي لهذه الذكرى أن تحفز اليسار العربي لاستعادة دوره القيادي في التغيير الذي جرى في أكثر من بلد عربي.
ونحن اليوم في اليمن نحتفل بالذكرى الثانية والستين لثورة 26 سبتمبر، والذكرى الواحدة والستين لثورة 14 أكتوبر، والذكرى الـ 45 لتأسيس الحزب الاشتراكي اليمني، والذكرى الـ 85 لميلاد مؤسسه عبدالفتاح إسماعيل القائد والرئيس الثوري المثقف.
نرى في الحزب الاشتراكي اليمني أن يكرس هذا الاجتماع بأوراقه ونتائجه للقضية الفلسطينية فقط بعيدًا عن الإشارات السطحية لمعاناة بلدان عربية أخرى كاليمن التي تعاني من حرب طائفية يغذيها صراع جيو-استراتيجي وحروب بالوكالة. وتخصيص الاجتماع للقضية الفلسطينية ليس بسبب ما يجري اليوم على أرض فلسطين الحبيبة من إبادة جماعية في غزة وارتكاب جرائم ضد الإنسانية في الضفة والقدس فحسب، بل لأن أحزاب اليسار العربي ودون استثناء، أكرر ودون استثناء، تدعم بالمطلق القضية الفلسطينية وتعتبرها قضية العرب المركزية. في حين أن مثل هذا الإجماع لا نعتقد أنه متوفر فيما يتعلق بالمشاريع المنافسة لمشروع الكيان الاستعماري الصهيوني الغربي والسيطرة عليه. وأهمها مشروعان لدولتين إقليميتين تسعيان لاستعادة سيطرتهما على العالم العربي، وهما مشروعان تسببا في تدمير عدد من بلداننا العربية: اليمن وسوريا والعراق ولبنان. ولأن النظرة إلى خطر المشروعين المنافسين للمشروع الصهيوني ليست محل رؤية وتقييم موحد لكل أحزاب اليسار العربية، فإننا نرى في الحزب الاشتراكي اليمني أن يخصص الاجتماع القادم للقاء اليساري العربي لمشاكل بلدان المنطقة، وفي المقدمة البلدان العربية التي تعاني من الحروب الأهلية: اليمن وليبيا وسوريا والسودان أو البلدان التي تعاني دولها من دويلات داخلها.
الرفيقات والرفاق:
تتطلب المعضلات التي تواجهها بلدان العالم العربي وأحزاب اليسار فيها ائتلاف أحزاب اليسار بعربه وكرده وأمازيغيه وغيرهم، ومأسسة هذا الائتلاف من خلال:
١ـ إصدار لائحة تنظيمية للائتلاف وتوفير آليات عمل تتمثل باجتماع أمناء عموم الأحزاب المؤتلفة، وهيئة تنسيق محددة المهام، ولجان متخصصة ولجان وقتية. ونرى أن تكلف المنسقية بإعداد اللائحة ومناقشتها وإقرارها في الاجتماع القادم.
٢ـ إعداد وإقرار برامج نشاط تتولى الهيئات المختلفة للائتلاف تنفيذها.
على الرغم من الأوضاع المأساوية التي يعيشها عالمنا العربي بسبب تفرد الغرب الرأسمالي بالقيادة وظهور مشاريع منافسة في الإقليم، فإننا والعالم على مشارف التغيير وتحقيق الانتقال من القطب الواحد إلى عالم متعدد الأقطاب وديمقراطي. ويقع على عاتقنا كيسار مهمة العمل على تضامن ووحدة العالم العربي بعربه وكرده وأمازيغه بما يمكنه من أن يمثل أحد أقطاب التعددية القطبية في العالم، ويشارك في نهوض الإنسانية، وإنهاء مخلفات الاستعمار القديم والجديد، وتحرير أرضنا المغتصبة من قبل المشاريع المتنافسة على العالم العربي، وإنهاء الحروب والانقسامات المذهبية والسلالية، وتحقيق سلام مستدام يعيد للعالم العربي مستقبل التقدم والاشتراكية.