(باريس) – “صحيفة الثوري”:
حذّرت وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) من تدهور الأوضاع الإنسانية لعدد من صحافييها داخل قطاع غزة، مشيرة إلى أنهم يواجهون خطر الموت جوعاً في ظل استمرار الحرب والظروف المعيشية القاسية.
وفي بيان رسمي، عبّرت الوكالة عن قلقها البالغ حيال أوضاع عشرة من صحافييها المتعاونين في غزة، بينهم مراسلون ومصورون ومحررو فيديو، مشيرة إلى أنهم لم يتوقفوا عن تغطية الأحداث منذ اندلاع الحرب رغم نقص الغذاء والمياه، وغياب البنية التحتية والخدمات الأساسية.
وأكدت الوكالة أن فريقها يعاني من فقر شديد ونقص حاد في الاحتياجات الأساسية، في وقت تستمر فيه الأزمة المصرفية التي تعرقل وصول مستحقاتهم المالية، رغم التزام المؤسسة بدفع رواتبهم الشهرية. وأوضحت أن التحويلات تُخصم منها نسب مرتفعة تصل إلى 40% بفعل تعدد الوسطاء.
وسلّط البيان الضوء على حالة المصوّر بشار، الذي يعمل مع الوكالة منذ عام 2010، ويعيش حالياً وسط أنقاض منزله برفقة والدته وأشقائه، دون كهرباء أو أثاث، ويعتمد في غذائه على ما يقدمه الأقارب. وكان بشار قد كتب منشوراً على فيسبوك في 19 يوليو قال فيه: “لم تعد لدي القوة للعمل… جسدي نحيف ولا أستطيع الاستمرار”.
كما أوردت الوكالة شهادة للصحفية أحلام من جنوب القطاع، التي قالت: “في كل مرة أخرج لتغطية حدث، لا أعلم إن كنت سأعود حية”، مشيرة إلى أن أكبر ما تواجهه هو نقص الطعام والماء، لكنها تصرّ على مواصلة عملها لإيصال صوت الناس إلى الخارج.
ونبّهت الوكالة إلى أن الصحفيين باتوا يعتمدون على المشي أو العربات التي تجرها الحيوانات في تنقلاتهم، بسبب انعدام الوقود والمخاطر الأمنية.
وفي ختام بيانها، وجّهت “فرانس برس” نداءً للمجتمع الدولي والجهات المعنية، مؤكدة أنها لم تواجه في تاريخها الممتد منذ 1944 وضعاً مماثلاً يهدد حياة صحافييها بسبب الجوع، مشيرة إلى أنها تخشى “تلقي خبر فقدان أحدهم في أي لحظة”.