آخر الأخبار

spot_img

لن أنسى أبداً

“الثوري”- كتابات:

ميسون وليد دماج

لن أنسى أبداً

لن أنسى تلك اللحظة المرعبة

أتذكّر حينها مشيت إليك بخطوات ثقيلة مليئة بالكسر، الخوف والأنهيار لأودعك الوداع الأخير.

الوداع الأخير يا أبي!

في تلك اللحظة لم أكن أعلم ما سيحدث لي بعدها لم أفكر ولو لوهلة أنه الوداع الأخير فعلا وأنني لن أستطيع رؤيتك بقية حياتي

أتذكّر حينها أنني قبّلتك من قدماك حتى وصلت إلى رأسك البارد.

استلقيتُ على صدرك لعلّك تنهض من نومك الأبدي.

أتذكّر حينها أنني شددت عليك بيدي حتى كدت أدخل ضلوعك بين أضلعي.

أتذكر يا بابا كم توسلت إليك بأن تنهض وتحضنني استحلفتك ألّا تتركني لكنك حينها لم تجبني!

أتذكّر كلامي وقتها:

(هيا قول حلم وليدي لا تفلتني كيف شأعيش بعدك بابا حبيبي هيا يكفي مزاح)

بعدها لا أعلم ماحدث، كل ما أذكره أنك تركتني ورحلت!

وها أنا ألقي إليهم مصيبتي وقد مرَّ عليها سنتين من اليوم إلى اليوم..

الأفراح والأحزان سواء، كان فرحاً أبكيه لغيابك، وإن كان حزناً فأنت كل الأحزان!

كل ما أود أخباركم به هو أن لا أحد يموت بعد أحد، ولكن تبقى حياته فارغة إلى أن يعود عزيزه.

وصدق من قال أن الشوق للميت يميت!

الموت ليس فقط الذهاب لدار الآخرة، ها أنا أموت بعد أبي تسعة وتسعون موتةً ولكنني مازلت بينكم في هذه الحياة القاسية!