آخر الأخبار

spot_img

لا تلم واقعا يا فتى !!!

“الثوري”- ثقافة

د عبدالحكيم الفقيه

كخيط دخان يدل على مطبخ قروي على التل في أول الصبح والأرض خضراء يبدو رذاذ القصيدة فوق زجاج الهواجس في لحظة القات والناس كل يثرثر دون استماع.

*****

يتشكل في رؤيتي البوح شعرا، فقلت سأكتب عن هذه الحرب، عن أثر الجوع في طول هذا المساء، وتوقي إلى آخر المستحيل، وعن رونق الشمس في لحظة الالتماع.

*****

يلوح المجاز قرين الكناية في لغة القوم، واليوم صار القصيد غريبا، فلا يقرأ القارئون، وقد هيمن الطارئون، وصار الوميض مزاحا الى خلف هذا المدى المتورم بالليل والغيهب المستبد المشير الى غفلة وضياع.

*****

لا تلم واقعا يا فتى، لم بقاعا تخون مواقعها في الذرى والبقاع.

*****

أتذكرني عندما كنتني في زمان الطفولة أحلم والماء يجري بجدول قريتنا ناصعا مثل ماس ونشربه ثم نسبح والشمس تجلدنا بسياط الشعاع.

*****

المدائن واجمة الوجه من سوء ساستها العابثين، ومن صمت شارعها والأزقة، واللافتات تمص الدموع، وتسرق جيب المشاة، وينسحق الكوخ تحت حوافر خيل القلاع.

*****

تكدر صفو السنين فلا الغيث أسقى الحقول ولا رصف الوعي بنيانه في العقول، تحك الرياح عبوس البيارق واليافطات البليدة تسقط، لا وقت للحرف أن تعلن التوق والذوق والارتفاع.

*****

مر طيف الذين قضوا وانقضوا، رحلوا وتبقت بقايا ملامحهم والحروب التي تتشكل أسماؤهم من تراكيبها، فر نبر الكلام وخفت الصدى، والقرى تتصدع مثل الجبال كأن الندى فضة في عقود الرعاع.

*****

هل سيأتي السلام ويسكب غيمته فوق جسر الحروب؟ أنا لم اجد اي ومض فقد تستمر الضغائن في مترس في المدائن والقوم في غيهم يعمهون ولا يفقهون يدا أفلتت واستحال القرار فرارا ومقتضبا في الأثير المذاع.

****

يا ملوك الطوائف،

يا وصمة العار في بلد انهكته شرار القذائف،

هلا اكتفيتم بهذا الخراب الكبير !!!!

أرى الماء يمشي جريحا،

وطين البساتين أضحى ضريحا،

وساق الحياة استحال كسيحا،

ولا حل إلا الصناديق والاقتراع.

 

13 أغسطس 2024 تعز.