آخر الأخبار

spot_img

من وثائق اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في ذكرى التأسيس 55

“صحيفة الثوري”:

محمد عبدالوهاب الشيباني

تحل على الذاكرة الثقافية اليمنية هذه الأيام الذكرى 55 لتأسيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، أول مؤسسة وحدوية في اليمن الطبيعي، وفي هذه المناسبة أضع أمام القارئ واحدة من أهم وثائق الاجتماعات التأسيسية للاتحاد المنعقدة بمدينة عدن في الفترة من 26 إلى 29 أكتوبر 1970 وهي (بيان اللجنة التحضيرية لمؤتمر التأسيس).

إن اللجنة التحضيرية لمؤتمر الأدباء والكتاب اليمنيين عندما قررت تأجيل المؤتمر العام للأدباء والكتاب اليمنيين الذي كان مقرراً أن ينعقد في العشرين من أكتوبر إنما انطلقت في ذلك من تقديرها البالغ لهول وفاة الراحل العظيم الرئيس جمال عبد الناصر وما تلا ذلك من ظروف تحتل أهمية بالغة في حياة الأمة العربية بأكملها.

إن فاجعة وفاة الرئيس عبد الناصر التي أثرت بشكل مباشر على انعقاد المؤتمر الأول للأدباء والكتاب اليمنيين قد جعلت إعلان تأجيل المؤتمر بمثابة وقفة حداد طويلة كان لا بد أن تتم اكباراً وإجلالاً لرجل الأمة وقائدها فكراً وأدباً وممارسة.

من أعضاء اللجنة التحضيرية، عبدالله البردوني، محمد الأصبحي، محمد عبدالولي، علي صبرة، وأحمد قاسم دماج. الصورة بعدن أكتوبر 1970

ومع استمرار حالة الأسى والألم في نفوس أبناء الأمة العربية فان اللجنة التحضيرية بدعوتها إلى عقد إجتماع تمهيدي للأدباء والكتاب اليمنيين تدرك بوعي أن الدموع والألم المصحوب بالمرارة لا تقوى على السير في طريق انجاز الرسالة التاريخية التي حملها الراحل العظيم وأن خطوة عملية في هذا السبيل أكبر وأكثر فعالية من أطنان الدموع وآكام الألم.

وعليه فقد انعقد الاجتماع التمهيدي للمؤتمر الأول للأدباء والكتاب اليمنيين في الفترة من 26 – 29 أكتوبر 1970م وحضره مجموعة من طليعة الأدباء والكتاب اليمنيين. وخلال مناقشة جدول الأعمال تبلورت بشكل نهائي المهام التي يمكن للاجتماع التمهيدي انجازها والاضطلاع بها استكمالا لصبغ ومقومات عقد المؤتمر الأول للأدباء والكتاب اليمنيين واعلان الاتحاد الصفة من صيغ الوحدة اليمنية.

عبدالله الملاحي، القاضي محمد الأكوع، وسالم زين محمد

لقد ادرك المؤتمر التمهيدي أن المنظمات الشعبية والمسارة الاجتماعية والثقافية تلعب دوراً حاسماً في اسقاط أو تجيد التجزئة والانعزال، وأن فهم هذه الأمور يقود بالنتيجة الى موقف ينحاز الى أي من الاختيارين، ولأن الأدباء والكتاب اليمنيين طليعة شعبية واعية، قامت موضوعيا فوق مجموع الترسبات القبلية والمذهبية والسلالية والاقليمية، وغادرت نهائياً مواقع الأمراض الاجتماعية وتحررت من مؤثراتها فإنها قد اختارت طريقاً شعبياً يقود إلى الوحدة ويجانب طرق الانقسام والانعزال.

وإدراكاً من الأدباء والكتاب اليمنيين للدور التاريخي الذي لعبته عوامل الانقسام والانعزال ولما يترتب على استمرارها من نتائج خطيرة ،ولأن الفكر بمختلف مشاربه لم يقو طوال الفترة الماضية على من تقويض عوامل الانقسام والانعزال نتيجة لتبعثره وتعرضه لحالات الإهمال والمس والضياع، فانهم في مؤتمرهم التمهيدي يأخذون بعين الاعتبار أهمية اختصار زمن مولد الاتحاد بشكله النهائي والدور الهائل الذي يمكن انجازه من الآن وحتى انعقاد المؤتمر الأول للأدباء والكتاب اليمنيين.

البردوني والجاوي

ولقد تركز اهتمام المجتمعين كلية في إقامة اتحاد للأدباء والكتاب اليمنيين يكون طليعة لوحدة المؤسسات الثقافية والاجتماعية اليمنية، وتأكدت بصورة لا تقبل الشك السبل المؤدية الى ذلك في النتائج التي توصل اليها المجتمعون والتي تتلخص أهمها فيما يلي:

أولاً: انتخب المجتمعون لجنة تأسيسية للمؤتمر العام للأدباء والكتاب اليمنيين تتكون من التالية اسماؤهم:

1- الأخ الأستاذ عبدالله البردوني.
2- الأخ القاضي محمد علي الاكوع.
3- الأخ الدكتور محمد عبده غانم.
4- الأخ الاستاذ محمد عبد القادر بامطرف.
5- الأخ سالم زين.
6 – الأخ أحمد سعيد باخبيرة.
7- الأخ أحمد قاسم دماج.
8- الأخ محمد سعيد جرادة.
9- الأخ عمر الجاوي.
10- الأخ محمد ناصر محمد.
11- الأخ علي بن علي صبره.
12- الأخ محمد عبد الواسع حميد.
13- الأخ محمد عبد الولي.
14- الأخ يوسف الشحاري.
15- الأخ عبد الله الصيقل.
16- الأخ الدكتور عبد الرحمن عبدالله ابراهيم.
17- الأخ عبدالله عبد الكريم الملاحي.

ثانياً: قرر المجتمعون ان تعطى اللجنة الصلاحيات المؤقتة التالية حتى عقد المؤتمر العام للأدباء والكتاب اليمنيين:

أ – دعوة الأدباء والكتاب اليمنيين لعقد المؤتمر.

ب – تمثيل الأدباء والكتاب اليمنيين في الداخل والخارج والدفاع عن حقوقهم.

ج – تعميق الثقافة الوطنية اليمنية للمتحدي لكل الدعوات الانفصالية والطائفية والسلالية والقبلية والعنصرية.

ثالثاً: اعطى المجتمعون اللجنة التأسيسية صلاحية كاملة لانتخاب سكرتارية عامة من بين أعضائها، ووضع اللوائح الداخلية لها وللمؤتمر القادم، وأن المجتمعين من الأدباء والكتاب اليمنيين الذين هم جزء من الطلائع الثورية لهذا الشعب العظيم اذ يعلنون بيانهم هذا انما يؤكدون من جديد على القضايا الآتية:

أولاً: يدعو المجتمعون كل المنظمات الشعبية والمؤسسات الاجتماعية والثقافية في كل اقليم اليمن الى أن يتوحد كل منها في كيان واحد يشمل الاقليم كله، وذلك كخطوة ضرورية في طريق الوحدة اليمنية ويدينون كل حالات الشتات القائم.

ثانياً: يؤكد المجتمعون التزامهم بالدفاع عن الثورة اليمنية في كل إقليم اليمن باستماتة وشرف.

ثالثاً: يقف المؤتمرون بحزم في وجه الرجعية العربية وعلى رأسها حكام المملكة العربية السعودية، الذين تأمروا وما زالوا يتآمرون ضد شعب اليمن الأبي ويطالبون جماهير اليمن كله الوقوف صفاً واحداً في هذه الآونة للتصدي لكل المؤامرات التي تحاك ضد مكاسبهم الثورية، واعتبار أن اليمن كله واحد لا يتجزأ.

رابعاً: يؤيد المجتمعون بحزم ثورة الخليج العربي ويقفون ضد كل المؤامرات الاستعمارية والرجعية في المنطقة.

خامساً: يؤيد المجتمعون بحزم وقوة الثورة الفلسطينية ويؤكدون أن النضال المسلح هو السبيل الوحيد لاستعادة الأرض ويدينون جميع محاولات ضرب ثورة الشعب الفلسطيني والتعرض لها.

سادساً: يؤيد المجتمعون جميع حركات التحرر الوطني المعادية للاستعمار والامبريالية والرجعية ويدينون الأعمال البربرية التي تقوم بها الامبريالية الأميركية في الهند الصينية وضد شعوب آسيا وافريقيا و أميركا اللاتينية.

سابعاً: يدين المجتمعون سياسات التفرقة العنصرية في جنوب افريقيا وروديسيا وموزمبيق وغيرها من مناطق افريقيا وأميركا ويعتبرون ذلك عملاً همجياً يغتال المثل الانسانية ويتنافى مع روح العصر.

صادر عن الاجتماع التمهيدي لمؤتمر الادباء والكتاب اليمنيين
عدن: في 29 أكتوبر 1970م.

المصدر:
اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين – عشر سنوات من النضال 1981 – الصفحات من 7- 10