صحيفة الثوري- كتابات:
أ. ثابت سالم بن سهيل
تهل علينا الذكرى الأولى على رحيل الفقيد الوطني الكبير والشخصية الوطنية العميد نصر شائف سعيد، هذه الشخصية التي قدمت الكثير لهذا الوطن، وكان من رعيل كوادر الأمن الأوائل الذين ثبتوا الأمن والاستقرار لدولة الاستقلال الوطني في أحلك الظروف وأصعبها. فقد عمل بكل جد وتفانٍ وإخلاص هو ورفاقه في تلك الحقبة الهامة في سبيل بناء مؤسسة أمنية يشار إليها بالبنان، وحرص على إنجاز المهام التي كانت توكل إليه بكل كفاءة واقتدار، وشهد له بذلك كل زملائه ورفاقه الذين عملوا معه وعرفوه.
كان فقيدنا الغالي ممن لا يسعون إلى المنصب أو الظهور أو استغلال المواقع القيادية التي شغلها من أجل مصلحته الشخصية، بل كان ناكرًا لذاته، مؤثرًا الخير للآخرين ولو على حساب نفسه. وبعد إعلان الوحدة، تحول فقيدنا -رحمه الله- مع رفاقه من الكوادر الأمنية الجنوبية للعمل في عاصمة دولة الوحدة، ولكنه لم يستمر طويلًا نتيجة ما انتهجه نظام صنعاء من ممارسات ظالمة ضد الشريك الجنوبي، فعاد إلى عدن وتم تعيينه مديرًا لأمن طيران اليمن الديمقراطية (اليمدا) إلى أن أعلن عفاش الحرب على الجنوب عام 1994م، حيث كان فقيدنا من أوائل الذين حملوا السلاح ذائدًا عن حياض وطنه الجنوب، وظل صامدًا مع العديد من رفاقه في جبهة بئر أحمد إلى أن سقطت عدن في يوليو المشؤوم من ذات العام.
بعد انتهاء هذه الحرب الظالمة على الجنوب، كان من ضمن من استهدفهم نظام عفاش وتم إقصاؤهم من الوظيفة العامة انتقامًا من الكوادر الجنوبية. ورغم الظروف القاسية التي عاشها، ظل فقيدنا شامخ الرأس لم ينحنِ. كما أن الفقيد المناضل نصر شائف كان على الدوام مناضلًا صلبًا قويًا، وفيًا للمبادئ والقيم الأخلاقية النبيلة التي تشربها خلال مشواره النضالي الوطني الطويل.
عرف الفقيد من خلال تلك المدرسة التي عاش فيها عقودًا من الزمن في وزارة أمن الدولة، وشغل عدة مواقع هامة خلال فترة خدمته الطويلة، وكان فقيدنا المناضل “أبا نادر” عند مستوى المسؤولية والهمة النضالية طوال حياته، وكان من أوائل الملبين لنداء الوطن حين هبت جماهير الجنوب للنضال من أجل استعادة الوطن المسلوب مع رفاقه من كوادر الجيش والأمن الجنوبي.
وبعد تحرير عدن من القوات الحوثعفاشية عام 2015م، ورغم كبره بالسن، أبى أن يكون متفرجًا، حيث تحمل المسؤولية عندما تم تكليفه بتأسيس اللجان المجتمعية في مديرية المعلا، وكان أول رئيس لها، وقدم عملاً رائعًا كان محل احترام وتقدير الجميع، واستمر فيها إلى أن أصابه المرض.
هذه السطور المتواضعة عن الفقيد نصر شائف لن تعطيه حقه، لكن أردت أن أسجل هذه الكلمات وفاءً لهذا المناضل الوطني الصلب. وفي الأخير، سنظل أوفياء لتلك القيم والمبادئ التي تمثلها الفقيد الغالي وتمسك بها حتى وفاته.
المجد والخلود للفقيد الوطني الكبير العميد نصر شائف سعيد، ولروحه الطاهرة الرحمة والمغفرة.

