صحيفة الثوري – متابعات
حذّرت منظمة الصحة العالمية (WHO) من استمرار تفشي فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح من النمط الثاني (cVDPV2) في اليمن، مشيرة إلى تسجيل 29 إصابة مؤكدة جديدة هذا العام، تتركز غالبيتها العظمى في المناطق الشمالية الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وقالت المنظمة، في بيان أصدرته الجمعة تزامناً مع اليوم العالمي لشلل الأطفال، إن “اليمن لا يزال يواجه تفشياً للفيروس، في ظل الأزمة الإنسانية المستمرة، وتراجع تغطية التطعيم، ومحدودية الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية”.
وذكر البيان أن الحالات الجديدة هذا العام سُجلت في 10 محافظات يمنية، حيث بلغت 28 حالة (ما يعادل 97%) في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، مقابل حالة واحدة فقط في المناطق الخاضعة لنفوذ الحكومة المعترف بها.
وأشارت المنظمة إلى أن اليمن يكافح تفشي شلل الأطفال منذ عودة انتشاره عام 2021، حيث بلغ إجمالي عدد الإصابات المسجلة منذ ذلك الحين 451 حالة. ويأتي هذا التطور في وقت واجهت فيه البلاد 187 حالة مؤكدة في 15 محافظة خلال العام الماضي.
وأكدت المنظمة أن شلل الأطفال “يشكل تهديداً” للأطفال في اليمن، الذي يعاني أصلاً من “حالات طوارئ صحية متعددة متداخلة، بما في ذلك الكوليرا والحصبة والدفتيريا وسوء التغذية الحاد”.
وشددت الصحة العالمية على الضرورة القصوى لتكثيف الجهود لحماية كل طفل، الأمر الذي يتطلب توفير “موارد إضافية ودعم تشغيلي لاستدامة جهود التطعيم وتعزيز النظام الصحي في البلاد”.
من جانبه، أكد ممثل المنظمة في اليمن، سيد جعفر حسين، أن القضاء على شلل الأطفال ممكن، حتى في حالات الطوارئ المعقدة كاليمن، مشترطاً ذلك “استثماراً مستداماً، ووصولاً غير مقيد للفرق الصحية، وشراكة مستمرة على جميع المستويات”.
ودعت المنظمة السلطات المحلية والمانحين والشركاء الإنسانيين إلى “إعطاء الأولوية لتطعيم الأطفال دون الخامسة، وتعزيز أنظمة التحصين الروتينية، وحماية ودعم العاملين الصحيين، وضمان وصولهم دون عوائق إلى جميع المحافظات”، مؤكدة أن ذلك هو السبيل لكي يقترب اليمن من القضاء على الفيروس وحماية أطفالها.

