صحيفة الثوري- ثقافة:
رامبو
“في ما غبر من الزمن، إن لم تخني الذاكرة، كانت حياتي وليمة تبوح فيها القلوب، وتتدفق كل الخمور. ذات مساء، أجلست الجمال على ركبتي، ووجدته مراً، ولعنته. تسلحت ضد العدالة، ولذت بالفرار. أيتها الساحرات، أيها البؤس، و أنت أيها البغض، لكم عهدت بكنزي. قدرت على ملا شاة كل أمل إنساني في فكري. وعلى كل فرح، وثبت وثبة صماء كوحش كاسر، لأخنقه. دعوت الجلادين، و أنا أحتضر، لكي أعض أعقاب بنادقهم. ناشدت الكوارث أن تخنقني بالرمل و الدم. الشقاء كان الهي. أضجعت في الوحل. جففت نفسي في هواء الجريمة. وتحايلت على الجنون. والربيع حمل إليّ ضحكة المعتوه المريعة. هكذا، و قبل وقت قليل، و أنا من الموت قاب قوسين أو أدنى، راودني الحلم أن أُعاود البحث عن مفتاح تلك الوليمة الغابرة، التي ربما جعلتني استعيد الشهية.”
* هذه الترجمة جزء من النسخة العربية الكاملة التي أنجزها الشاعر والمترجم رمسيس يونان، والتي صدرت عن دار التنوير في بيروت عام 1998. القصيدة تُعبّر عن تجربة رامبو الشخصية مع الألم واليأس، مستكشفة الجوانب المظلمة من الوجود الإنساني والبحث عن الذات.

