آخر الأخبار

spot_img

‏لماذا عاد التحرش اللفظي الحوثي بالسعودية الآن؟

صحيفة الثوري- كتابات: 

مصطفى ناجي

لغة التحرش بالسعودية تعني أن ورقة مناصرة غزة قد استُنفِدت، ولا بد من مشروع حرب جديد يمنح الجماعة الحوثية إكسير الحياة.

دون حروب وتعبئة دائمة للمجتمع ستموت الحوثية فكرةً وهيكلاً.
لذا ستبحث عن حروب حتى في أمريكا اللاتينية. ستلتفت مرةً نحو الداخل ومرةً نحو الخارج بحثًا عن مشكلة. تذكروا أن الرسول بالنسبة لهم كان رجلَ مشاكلٍ، كما يقول عبد الملك الحوثي في إحدى خطبه المتلفزة.

بالحرب تستطيع الجماعة الحوثية استكمال مشروعها في إعادة برمجة اليمنيين. لا بد أن يكون نموذج حازب أو عاطف هو النموذج الفخري لليمنيين.

يقول البخيتي والي ذمار إن السعودية كانت تخشى أن يكون اليمني قويًا.

قد السعودية ضمن اقتصاديات الدول العشرين برامجها التنموية ستجعل منها قوة اقتصادية ليس فقط إقليمية، إنما دولية، ورهاناتها وتحدياتها تندرج ضمن مصفوفة التحديات العالمية، سواء في ضبط أسواق الطاقة أو الانتقال إلى مجالات الاقتصاد الرقمي أو تغيرات النظام الدولي.
ونحن نبيع لليمنيين هذا الوهم.

لا يوجد ما يهدد السعودية من تجاه اليمن أكثر من أن يكون اليمن بلا استقرار أمني ومرتعًا للميليشيات والجماعات الإرهابية.
وهم أن السعودية لا تنام قريرة العين خوفًا من تطور اليمن وأن يكون يمنيًا قويًا، فهو غير سوي.
السياسات الخارجية متقلبة، والسعودية التي تعيش صراعًا إقليميًا مع إيران منذ أربعين سنة تبدلت مواقفها وباتت اليوم تخشى انهيار خصمها الإقليمي الإيراني.

أن تكون قويًا شيء، وأن تكون قويًا ومتأهبًا لإيذاء محيطك الإقليمي شيء آخر.

يمكن تقييم السياسة السعودية تجاه اليمن منذ قيام النظام الجمهوري بشكل مختلف عن هذا الوهم.

يمكن فحص تداخلات السعودية في النظام السياسي اليمني وأدائها في إضعاف أطرافٍ وتقوية أطرافٍ.

يمكن نقد المقاربة الأمنية التي قادت تعامل السعودية مع اليمنية منذ عقود.

لكن هذا لا يعفي مسؤولية اليمنيين.

بعد أعوام قليلة ستكون السعودية هي النموذج التنموي، وربما في الحريات الشخصية والاجتماعية ، الذي يتمناه اليمنيون.