صحيفة الثوري- صحة
كشفت دراسة أسترالية، نشرت نتائجها في مجلة “نيتشر كوميونيكيشنز”، أن النساء أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الاكتئاب لأسباب وراثية مقارنة بالرجال، وهو اكتشاف قد يغير مسار علاج هذا المرض النفسي الشائع.
تُعد هذه الدراسة واحدة من الأكبر في مجالها، حيث حلل العلماء الحمض النووي لما يقرب من 200 ألف شخص يعانون من الاكتئاب لتحديد “العلامات” الجينية المشتركة. وقد أظهرت النتائج التي قادها معهد بيرغوفر للأبحاث الطبية ما يلي:
1- ضعف العلامات الجينية، كان لدى النساء ما يقرب من ضعف عدد العلامات الجينية المرتبطة بالاكتئاب مقارنة بالرجال.
2- الأرقام التفصيلية ، تم تحديد نحو 13 ألف علامة جينية مرتبطة بالاكتئاب لدى النساء، مقابل 7 آلاف علامة فقط لدى الرجال.
3- تفسير الأعراض ، قد تفسر هذه الاختلافات الجينية سبب معاناة النساء المصابات بالاكتئاب من أعراض أيضية (Metabolic) أكثر، مثل تقلبات الوزن أو تغيرات في مستويات الطاقة، بالإضافة إلى تأثير هذه الاختلافات على إنتاج الهرمونات.
وأكدت الباحثة جودي توماس أن تحديد هذه العوامل الجينية المحددة للجنس “يمهد الطريق لعلاجات أكثر تخصيصاً”. في حين أشارت الباحثة بريتاني ميتشل إلى أن العديد من الأدوية والأبحاث التي يتم تطويرها حالياً “تركز بشكل أساسي على الرجال”، ما يبرز أهمية هذه الدراسة لفهم اختلاف تأثير الاكتئاب بين الجنسين.
فهم الاكتئاب
الاكتئاب هو اضطراب نفسي معقد يؤثر على أكثر من 300 مليون شخص عالمياً، وهو ناتج عن تفاعل مجموعة من العوامل الحيوية والنفسية والاجتماعية
أسباب وعوامل خطر الاكتئاب
يمكن أن يُعزى الاكتئاب إلى مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك:
تاريخ العائلة إن وجود تاريخ عائلي للإصابة بالاكتئاب يزيد من احتمالية الإصابة.
كيمياء الدماغ (الناقلات العصبية) إن وجود خلل في توازن الناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين والنورإبينفرين.
التغيرات الهرمونية تعد التغيرات الهرمونية المرتبطة بالدورة الشهرية، الحمل، الولادة (اكتئاب ما بعد الولادة)، أو انقطاع الطمث.
العوامل البيئية والنفسية
الأحداث الصادمة والضغط المزمن التعرض لإجهاد مزمن، الفقد، الإساءة، أو صدمة نفسية (Trauma).
مشكلات صحية مزمنة الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري، أمراض القلب، أو السرطان.
التعاطي مثل سوء استخدام الكحول والمخدرات.
العزلة الاجتماعية متمثلا بالشعور بالوحدة وقلة الدعم الاجتماعي.
أنماط التفكير السلبية، الميل إلى لوم الذات، التشاؤم المفرط، أو النظرة السلبية تجاه العالم والمستقبل.
طرق الوقاية
لا يمكن ضمان الوقاية التامة من الاكتئاب، ولكن يمكن اتباع استراتيجيات شاملة لتقليل خطر الإصابة والحد من حدته.
يجب التنويه إلى أن العلاج الأساسي للاكتئاب يتطلب استشارة الطبيب النفسي أو المعالج لتحديد العلاج المناسب (مثل العلاج الدوائي أو العلاج السلوكي المعرفي).
– إدارة الإجهاد
تعلم قول “لا” وتجنب الالتزامات المفرطة، واستخدام تقنيات الاسترخاء والتنفس العميق.
– النشاط البدني
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام (حتى المشي السريع)، حيث تساعد على إطلاق الإندورفين وتحسين المزاج.
-النظام الغذائي والنوم
اتباع نظام غذائي متوازن والحفاظ على جدول نوم ثابت (7-9 ساعات).
– الدعم الاجتماعي
الحفاظ على علاقات قوية مع العائلة والأصدقاء والمشاركة المجتمعية لتقليل العزلة.
– دور التأمل الواعي
يُعد التأمل الواعي أداة فعالة ومُكمّلة للعلاج النفسي التقليدي، وله دور متزايد في الوقاية من نوبات الاكتئاب المتكررة وعلاجها
يساعد التأمل على تدريب العقل على ملاحظة الأفكار السلبية والمشاعر المؤلمة دون الانخراط فيها أو الحكم عليها، مما يقلل من عملية “اجترار” المشاكل التي تُعمّق الاكتئاب.
زيادة الوعي اللحظي يعلمك التأمل التركيز على اللحظة الحالية بدلاً من القلق بشأن الماضي أو المستقبل، مما يقلل من مستويات القلق المصاحب للاكتئاب.
وكذلك تغيير الاستجابة العاطفية مع الممارسة المنتظمة، يمكن أن يغير التأمل طريقة استجابة الدماغ للضغط والمشاعر الصعبة، مما يمنح الشخص مساحة أكبر للاختيار بدلاً من رد الفعل التلقائي.
وأيضا العلاج السلوكي المعرفي القائم على اليقظة (MBCT) وهو هو برنامج علاجي يدمج التأمل الواعي مع مبادئ العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، ويُستخدم بنجاح للوقاية من الانتكاسات لدى الأشخاص الذين تعافوا من الاكتئاب سابقًا.
– البحث عن المساعدة المبكرة.
مراقبة الأعراض الانتباه إلى العلامات المبكرة للاكتئاب (مثل تغيرات النوم أو الشهية، أو الشعور باليأس).
العلاج النفسي كاللجوء إلى استشارة أخصائي نفسي أو طبيب عند الشعور باستمرار الأعراض، فالتدخل المبكر يقلل من تفاقم الحالة.