(صنعاء) – “صحيفة الثوري”:
أصدر الباحث والمؤرخ اليمني الدكتور محمد بن علي الحاج الملحاني كتاباً جديداً بعنوان: “نقوش سبئية ومعينية من مدن مملكة معين بجوف اليمن (القرن الثامن قبل الميلاد – القرن الثالث الميلادي)”، عن دار الكتب اليمنية للطباعة والنشر ومكتبة خالد بن الوليد بصنعاء، في عمل بحثي علمي يوثّق مجموعة من النقوش النادرة التي تكشف فصولاً جديدة من تاريخ اليمن القديم.
يقع الكتاب في 288 صفحة موزعة على سبعة فصول، تناولت آثار ونقوش مدن مملكة معين، مثل: قرناء، كمنا، نشان، نشق، هرم، يثل، وإنبأ، متضمناً نصوصاً سبئية ومعينية غير منشورة من قبل، تعود إلى الفترة الممتدة بين القرن الثامن قبل الميلاد والقرن الثالث الميلادي، ما يمثل إضافة نوعية وسبقاً علمياً في مجال الدراسات التاريخية والنقشية اليمنية.
ويكشف الدكتور الحاج في مؤلفه عن أسماء ملوك وألفاظ مسندية جديدة، كما يسلط الضوء على ملامح الحياة السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية في مدن وادي الجوف القديم، مقدماً بذلك قراءة أعمق للحضارة اليمنية القديمة ودورها الريادي في تشكيل الوعي الثقافي العربي قبل الإسلام.
ويؤكد الباحث أن النقوش الجديدة التي تم توثيقها تُعد الأقدم زمنياً مقارنة بما هو معروف سابقاً من نقوش مملكة معين، التي كانت تُؤرخ عادة للقرنين الخامس والسادس قبل الميلاد، وهو ما قد يؤدي إلى إعادة النظر في التسلسل الزمني لتاريخ مملكة معين وربما إعادة تفسير مراحل تطورها السياسي والثقافي.
ويأتي صدور الكتاب في ظل ما تتعرض له مدن وادي الجوف الأثرية من عمليات نهب وتدمير ممنهجة تهدد هويتها الثقافية، ليشكل الكتاب صرخة توعوية وعلمية تدعو إلى حماية الموروث الأثري اليمني وصونه كجزء من الهوية الوطنية والحضارية لليمن.
ويُعد الدكتور محمد بن علي الحاج الملحاني أحد أبرز المتخصصين في الآثار والنقوش اليمنية والعربية القديمة، وعضو هيئة التدريس في جامعتي حائل وصنعاء، وعضو هيئة خبراء التراث في العالم العربي، وعضو الفريق اليمني المشارك في إعداد ملف آثار مملكة سبأ لتسجيلها ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
كما يمتلك المؤلف سجلاً علمياً غنياً يضم أكثر من خمسين بحثاً وكتاباً بالعربية واللغات الأجنبية، وشارك في مؤتمرات دولية متخصصة في التراث والآثار، إلى جانب مواصلته دراساته لما بعد الدكتوراه في جامعة يينا بألمانيا (2019–2024) ضمن مشروع المعجم السبئي الإلكتروني.
ويُعد هذا الإصدار إضافة علمية مرجعية تثري المكتبة اليمنية والعربية، وتعزز حضور اليمن كأحد أقدم مراكز الحضارة في الجزيرة العربية، مؤكداً أهمية النقوش والنصوص القديمة كمفاتيح أساسية لفهم تاريخ اليمن وهويته الثقافية العريقة.