آخر الأخبار

spot_img

هل يمكن أن يفوز ترمب بجائزة نوبل للسلام؟

صحيفة الثوري- اندبندنت عربية:

عضوان الاحمري 

تتجه أنظار المجتمع العلمي والثقافي والدبلوماسي حول العالم إلى السويد والنرويج، حيث من المقرر الإعلان عن الفائزين بجوائز نوبل لعام 2025، خلال الفترة من 6 إلى 13 أكتوبر الحالي، والتي تُعدّ من أرفع الجوائز العالمية في مجالات الطب، والفيزياء، والكيمياء، والأدب، والسلام، والاقتصاد.
وتقام احتفالات توزيع جميع الجوائز سنوياً في مدينة ستوكهولم بالسويد، باستثناء حفل جائزة نوبل للسلام الذي يقام في مدينة أوسلو عاصمة النرويج.
تُمنح جوائز نوبل سنوياً تكريماً للأفراد أو المؤسسات الذين قدّموا مساهمات بارزة في مجالات مختلفة تخدم البشرية، وفقاً لوصية العالم والمخترع السويدي ألفريد نوبل (1833–1896) الذي اخترع الديناميت، بأن تُستخدم معظم ثروته لهذا الغرض.
وتُعلن أسماء الفائزين في شهر أكتوبر من كل عام، بينما تُسلّم الجوائز رسمياً في حفل يقام في 10 ديسمبر، وهو تاريخ وفاة ألفريد نوبل.
ويستقطب الإعلان، في العاشر من أكتوبر، عن اسم الفائز بـ”نوبل السلام” اهتماماً عالمياً.
في عام 1901 مُنحت الجوائز لأول مرة في كل من الفيزياء، والكيمياء، والطب، والأدب، والسلام. وفي عام 1969 أضيفت “جائزة بنك السويد في العلوم الاقتصادية تخليداً لذكرى ألفريد نوبل” بمبادرة من البنك المركزي السويدي.
وجائزة نوبل هي عبارة عن شهادة وميدالية ذهبية وشيك بقيمة 11 مليون كرونة سويدية (نحو 1.18 مليون دولار).
ترمب ونوبل
ضغط كثيرون للفوز بجائزة نوبل للسلام، ولكن لم يشن أحد حملة ضغط مكثفة أكثر من الرئيس الأميركي دونالد ترمب. فقد استغل مركزه كرئيس للولايات المتحدة مراراً ليروج لجدارته بالفوز بالجائزة، بما في ذلك خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
لكن الضغط يؤدي عموماً إلى نتائج عكسية، بحسب نائب رئيس لجنة نوبل النرويجية الحالية، أسلي تويا. وقال “حملات الضغط من هذا النوع لها تأثير سلبي أكثر من تأثيرها الإيجابي، السبب في ذلك أننا نتحدث عنها في اللجنة، بعض المرشحين يضغطون بشدة ونحن لا نحب ذلك”.
وأضاف “نحن معتادون على العمل في غرفة مغلقة بمعزل عن محاولات التأثير فينا، من الصعب، بما فيه الكفاية، أن نتوصل إلى اتفاق في ما بيننا، من دون أن يحاول مزيد من الأشخاص التأثير فينا”.
بالنسبة إلى رئيس اللجنة الحالي، فإن هذا الاهتمام لا يؤثر في العمل، وقال رئيس اللجنة يورغن واتن فريدنس لـ”رويترز” إن “جميع السياسيين يريدون الفوز بجائزة نوبل للسلام”.
واستبعد خبراء منح ترمب “نوبل السلام”، ورأوا أن فرص فوزه شبه معدومة، متوقعين أن يكون المعيار الأول تسليط الضوء على القضايا المنسية.
وقال خبراء إن ترمب قد يفوز فقط إذا غير سياساته، مضيفين أن الرئيس الأميركي يفكك حالياً النظام العالمي الدولي الذي تحرص اللجنة على دعمه.
ورأى ترمب أن عدم منحه جائزة نوبل للسلام سيشكل “إهانة” للولايات المتحدة، فيما قالت اللجنة النرويجية لجائزة نوبل للسلام أن ضغوط ترمب لن تؤثر على مناقشتها في اختيار اسم الفائز.
واعتبر المؤرّخ المتخصص في هذا الموضوع إيفيند ستينرسن في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية أن “الأمر غير وارد على الإطلاق” لأنه “(ترمب) مناقض من نواح عدة للمُثل التي تعكسها جائزة نوبل”.
وأوضح أن “جائزة نوبل للسلام تكافئ التعاون متعدد الأطراف، من خلال الأمم المتحدة مثلاً… لكن ترمب يُمثل ابتعاداً عن هذا المبدأ لأنه يتبع نهجه الخاص، من جانب واحد”.
من يمكن أن يفوز بالجائزة؟
إلى جانب إمكان منح الجائزة لمنظمة إنسانية، يمكن للجنة أيضاً أن تسلط الضوء على مؤسسات الأمم المتحدة مثل محكمة العدل الدولية أو الأمم المتحدة ككل، التي تحتفل هذا العام بالذكرى الـ80 لتأسيسها.
ويمكن أن تسلط اللجنة الضوء على الصحافيين، بعد عام شهد مقتل أكبر من عدد العاملين بالصحافة، معظمهم في غزة. وفي حال الاستقرار على ذلك، يمكن للجنة أن تمنح الجائزة إلى لجنة حماية الصحافيين أو منظمة “مراسلون بلا حدود”.
ويمكنها أيضاً أن تسلط الضوء على الوسطاء المحليين الذين يتفاوضون على وقف إطلاق النار والحصول على المساعدات في النزاعات، مثل لجان السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى أو شبكة غرب أفريقيا لبناء السلام، أو لجنة الحكماء والوسطاء بالفاشر في دارفور السودانية.
وقال كريم حجاج، مدير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، “أي مرشح من هؤلاء يستحق الجائزة”.
أسماء الفائزين بجائزة نوبل للسلام في العقد الأخير:
2024: منظمة “نيهون هيدانكيو” اليابانية المناهضة للأسلحة الذرية التي تضم ناجين من القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناغازاكي. تم اختيارها “لجهودها المبذولة من أجل عالم خالٍ من الأسلحة النووية ولإثباتها، عبر شهادات، أن الأسلحة النووية يجب ألا تستخدم مجدداً بتاتاً”.
2023: الناشطة والصحافية الإيرانية نرجس محمدي، التي كوفئت على “نضالها ضد قمع النساء في إيران، وكفاحها من أجل تشجيع حقوق الإنسان والحرية للجميع”.
2022: الناشط الحقوقي البيلاروسي أليس بيالياتسكي ومنظمتا “ميموريال” الروسية و”مركز الحريات المدنية” الأوكرانية غير الحكوميتين.
2021: الصحافيان ماريا ريسا (الفلبين) وديمتري موراتوف (روسيا) عن “دفاعهما ببسالة عن حرية الصحافة”.
2020: برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة على “جهوده في محاربة الجوع في العالم”.
2019: رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد “لجهوده في إرساء السلام”، وتحديداً “لمبادرته الحاسمة التي هدفت إلى تسوية النزاع الحدودي مع إريتريا”.
2018: الطبيب الكونغولي دينيس موكويغي والإيزيدية ناديا مراد تكريماً لجهودهما في مكافحة العنف الجنسي المستخدم في النزاعات في العالم.
2017: الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية (آيكان) لمساهمتها في اعتماد معاهدة تاريخية لحظر الأسلحة النووية.
2016: الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس عن التزامه في إنهاء النزاع المسلح مع متمردي “القوات المسلحة الثورية الكولومبية” (فارك).
2015: الرباعي الراعي للحوار الوطني في تونس المؤلف من 4 منظمات من المجتمع المدني، الذي أتاح إنقاذ الانتقال الديمقراطي في البلاد.