عبدالحكيم الفقيه
قاتل يحمل النعش
يبكي مع النائحين.
واعظ يحفر اللحد
يفتي في كل حين.
سارق ينهب الدخل
يلهو مع السائحين
جاهل يتقن الدور
يحكي مع الفالحين
راسب يضبط الوقت
كي يحكم الناجحين
وطن يحمل الذل
كي يلحق النازحين.
أي عمر هنا الآن كي يحتفي بالهوية تحت الدخان وقرب السراب ووشوشة اليأس في رؤية العارفين. أراني أميل إلى الإنزواء وهجر السياسة في بلد لا يعي أو يفرق بين أريج الرياحين والعفن القبلي المعلب قرب الطحين.
إترك الريح تعصر أشلاءها في ممر الغيوم وقلم أظافر صافرة المستحيل وبح بالحنين لقبرة زخرفت ريشها بالنشيد وأسطورة الطامحين.
البلاد مبعثرة في كلام الإذاعات ، كل يرى مزقة دولة ويبث خطابا ويهتف : شعبي العزيز، ابشركم باقتراب المقابر من دوركم وغدا تبعثون إلى جنة عرضها كالسماوات والأرض في هيئة الصالحين.
المدى كالح في الرؤى، والينابيع ناضبة كالرمال ومازال في العمر متسع للنشيد وقلبي يموسق أغنية الوطن الحلم، يرفعها راية الكادحين.
تعز
1 أكتوبر 2025.