صحيفة الثوري- كتابات
خالد سلمان
وجدي ومحمد وصالح وأبو سهيل وعشرات، ومئات من نخب الجنوب، كتبوا بلغة الصدمة والحسرة عن عدم تعرّفهم على شخصية بثقل ووزن ووعي الشهيدة إفتهان، وإن الانطباع التعبوي من أن الآخر الجغرافي هو الجحيم، ساد الوعي العام، وذهب نحو التنظير بأن عدو مشروعك هو تلك الكتلة المليونية، الواقعة خلف الخط الذي رسمته لكيانك السياسي، بقلم الجغرافيا لا التداخل والقضايا والمصالح المشتركة.
قلنا مراراً إن على الجنوب وحامل قضيته أن يكسر قوقعته، يغادر مسطرة المنطقة وأن ينفتح على الناس، خارج لغة التخوين وفرز حد السكين: أما أنتم أو نحن، وأن القضايا السياسية هي أرضية اللقاء والافتراق.
مثل إفتهان التي فتحت في أحاديثها الملتقطة بعد استشهادها مسامات الوعي العام، وأعادت توصيف المفاهيم، بأن ليس كل من لا يشبهنا في مسقط الرأس هو بالضرورة عدو لنا، وأن الانفتاح على الشخصيات والمكونات السياسية والاجتماعية الوازنة يعطي دفعة إلى الأمام في إرساء الحقوق ورفع سقف أنصار قضيتك العادلة.
شيطنة ملايين تعز خطيئة، وهناك قاعدة واسعة ممن يشبهون إفتهان، وعلى الحامل السياسي للقضية الجنوبية أن يعترف بخطأ تعميم خطاب المناطقية حتى دون قصد، وتقديم عمقه هدية لقوى التوسع الهيمني والتطرف.
الدهشة المعرفية جنوباً بوجود إفتهان ستجسّر الهوة وتعيد صياغة مراجعة بأن القضية العادلة تنتصر بتوسيع قاعدة الأصدقاء والأنصار لا بتوسيع رقعة الخصومة وشيطنة المختلف.
رحم الله إفتهان، حتى وهي في مثواها الأخير تساعدنا على اكتشاف ذواتنا، وكيف ندير قضايانا بالانفتاح والتسامح ومغادرة مستنقع الكراهية.
حقيقة أخيرة:
لزِلزال تعز ارتداداته الإيجابية جنوباً، وعلى رقعة الصراع في كل اليمن.