نيويورك- صحيفة الثوري:
قدّم المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس جروندبرغ، إحاطته، اليوم، إلى مجلس الأمن الدولي، محذراً من أنّ الصراع في اليمن لا يمكن فصله عن الديناميكيات الإقليمية الأوسع، مؤكداً أن “اليمن مرآة ومكبر لتقلبات المنطقة، وأن الاستقرار في أحد الجانبين يعتمد على التقدم في الجانب الآخر”.
وأشار جروندبرغ إلى تصعيدٍ مقلق وخطير للأعمال العدائية بين جماعة الحوثي وإسرائيل، داعياً إلى إنهاء هذه الدورة التصعيدية، والتنبه إلى أن النظر إلى اليمن من منظور الشواغل الإقليمية وحدها يهمش أصوات اليمنيين واحتياجاتهم وتطلعاتهم، ويستدعي إعادة التركيز على التحديات الداخلية وإمكانات البلد الهائلة.
وفي سياق موجة الاعتقالات التعسفية الأخيرة، وصف المبعوث الأممي احتجاز أكثر من 40 موظفاً أممياً وانتهاك مباني المنظمة وممتلكاتها بأنه “تصعيد صارخ ضد الأمم المتحدة نفسها”، وأعرب عن تضامنه مع جميع المختطفين، مؤكداً أنه سيواصل العمل من أجل إطلاق سراحهم الفوري وغير المشروط. كما حثّ الحوثيين على إعادة أفراد طاقم سفينة “إيترنيتي سي” الناجين إلى أوطانهم.
وسلط جروندبرغ الضوء على احتجاز آلاف اليمنيين نتيجة النزاع، مشدداً على ضرورة إحراز تقدم في هذا الملف وفق مبدأ “الجميع مقابل الجميع”. كما حذر من أن النشاط العسكري الأخير في الضالع ومأرب وتعز قد يؤدي إلى عودة الصراع الشامل رغم الهدوء النسبي على خطوط المواجهة، داعياً إلى خفض التصعيد وإجراء حوار أمني هادف بين الأطراف وفتح مزيد من الطرق الرئيسية أسوة بما تحقق العام الماضي.
ورحب المبعوث الخاص بجهود الحكومة اليمنية لتحسين الاقتصاد الوطني، مشيراً إلى مكاسب في استقرار العملة وانخفاض تكلفة المعيشة، وداعياً إلى نزع الطابع السياسي عن المؤسسات الوطنية وتبني رؤية وطنية شاملة تحقق الإمكانات الاقتصادية لليمن.
وختم جروندبرغ بالتأكيد على أن الحوار، مهما كان صعباً، هو السبيل الوحيد لسد الفجوة بين الأطراف، داعياً إلى الالتزام بخارطة الطريق وضمان أن تكون راسخة في ملكية يمنية، وقادرة على الاستجابة للتحديات الراهنة والاحتياجات الأمنية الإقليمية الأوسع.